يعيش العالم على وقع تفشي المتحور الجديد "أوميكرون"، وسط التوجه نحو فرض مزيد من الإجراءات الوقائية والقيود، فيما أطلقت منظمة الصحة العالمية مفاوضات لإنشاء أداة دولية للوقاية من جوائح مستقبلية. يأتي ذلك في وقت رجحت المنظمة الصحية أمس الاثنين، أن ينتشر المتحور الجديد لفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، ما يشكل خطرا عالميا "مرتفعا للغاية"، حيث يمكن أن يكون لارتفاع حالات الإصابة بالفيروس "عواقب وخيمة" في بعض المناطق. كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من جهته، من أن "معدلات اللقاح المنخفضة ضد فيروس كورونا المستجد في إفريقيا هي أرض خصبة للمتغيرات، وذلك على خلفية رصد متحور جديد "أوميكرون" بجنوب إفريقيا، داعيا جميع الحكومات إلى "النظر في إجراء اختبارات متكررة للمسافرين إلى جانب اتخاذ تدابير أخرى مناسبة وفعالة بهدف تجنب مخاطر انتقال العدوى، للسماح بالسفر والمشاركة الاقتصادية". بدورها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: "إننا نخوض الآن سباقا مع الوقت لتحليل سلالة أوميكرون. العلماء والشركات المصنعة للقاحات يحتاجون إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع لتكوين رؤية شاملة عن خصائص طفرات المتحور"، ودعت إلى الاستمرار في التلقيح ومواصلة الإجراءات الوقائية. ويواصل المتحور الجديد انتشاره في أوروبا، التي أصبحت وفق خبراء الصحة "بؤرة عالمية للوباء"، فبعد اكتشاف أول حالة منه في بلجيكا نهاية الأسبوع الماضي والاشتباه في حالات مماثلة بهولنداوألمانياوبريطانيا، أعلنت الدانمارك يوم الأحد، عن تسجيل إصابتين بالسلالة المتحورة الجديدة. ورصدت إيطاليا بدورها أول إصابة بالمتحور الجديد ، وأوضح المعهد الأعلى للصحة التابع للحكومة أن "العينة الإيجابية أخذت من مريض أتى من موزمبيق". كما أكدت هولندا اكتشاف إصابة 13 مسافرا قدموا من جنوب إفريقيا يحملون المتحور نفسه، في حين أعلن مستشار الحكومة الألمانية لأزمة كورونا، إصابة مسافر عائد من جنوب إفريقيا بالمتحور "السريع الانتشار"، وأعلنت ولاية بافاريا عن إصابتين بالمتحور الجديد في مدينة ميونخ وكذا وزارة الصحة التشيكية. وفي حين حذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال تسجيل 700 ألف وفاة جديدة بفيروس كورونا في أوروبا بحلول الربيع، أظهرت إحصائية رسمية أن الوباء تسبب في وفاة أكثر من 1،5 مليون شخص في أوروبا. وتسببت الجائحة في وفاة أكثر من 5 ملايين شخص حول العالم منذ نهاية عام 2019. == تشديد الإجراءات الوقائية واحتجاجات رافضة == في غضون ذلك، أعلنت دول أوروبية عديدة عن تشديد الإجراءات الوقائية وإغلاق الحدود، وحظر الرحلات من جنوب أفريقيا وعدة دول مجاورة لها، بعد أن وصفت مفوضية الصحة الأوروبية المتحور الجديد بأنه "خطير الانتشار". ففي ألمانيا، ذكر مستشار الحكومة لأزمة كورونا إن الإغلاق الشامل قد يكون ضروريا إذا لم يتجاوب المتحور الجديد مع اللقاحات. بينما علقت إيطاليا الرحلات القادمة من جنوب أفريقيا وأمرت الإيطاليين العائدين من جنوب أفريقيا بالدخول في الحجر الصحي. وعززت فرنسا التي لم تعلن لحد الآن عن أي إصابة بالمتحور الجديد ، إجراءاتها الصحية في مواجهة الموجة الخامسة من كورونا. وسجلت معدلات الإصابة اليومية بفيروس كورونا ارتفاعا قياسيا خاصة في ألمانياوإيطالياوبلجيكاوهولنداوبريطانيا تحسبا لموجات جديدة للوباء مع حلول فصل الشتاء. وعلى غرار بريطانياوألمانيا - اللتين تجاوز عدد الوفيات في كل منهما 100 ألف شخص - قفز الرقم في فرنسا إلى نحو 119 ألف وفاة مطلع الأسبوع الجاري. وبالتوازي مع مواجهتها المتحور الجديد، تشهد دول أوروبية عديدة موجة من الإضرابات والاحتجاجات الرافضة لإلزامية التطعيم وعودة الحجر في بعض الدول ولجملة "الإجراءات الصحية المؤلمة" . وإثر إقرار الحجر الكامل -ليل أمس الاثنين- في النمسا تظاهر نحو 40 ألف شخص في فيينا منددين "بالدكتاتورية"، تلبية لدعوة أطلقها حزب اليمين المتطرف، إضافة إلى مسيرة أخرى ضمت آلاف المتظاهرين في لينز شمالي البلاد. كما اندلعت في هولندا احتجاجات عنيفة اعتقل فيها العشرات الأسبوع الماضي في روتردام ولاهاي لفرض الإغلاق الجزئي ومنع غير الملقحين من دخول بعض الأماكن. كما شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل أيضا الأسبوع الماضي صدامات واحتجاجات شارك بها نحو 35 ألف متظاهر رافض للتدابير الجديدة.