شهد عام 2021 اهتماما من قبل الدولة بقطاع السينما حيث عقد في هذا الإطار منتدى للاقتصاد الثقافي كما صدرت عدة مراسيم رئاسية وتنفيذية هادفة لتنظيم هذا القطاع والنهوض به من جديد إضافة إلى إعادة بعث مشروع الفيلم حول الأمير عبد القادر. وعقد في هذا الإطار بالعاصمة منتدى للاقتصاد الثقافي جمع عدة وزارات وهيئات رسمية وممثلين عن هيئات دولية وأصحاب مشاريع ثقافية وكذا مؤسسات استثمارية وبنوك وخبراء جزائريين ودوليين في الاقتصاد والثقافة ومنتجين وغيرهم. وخرج المنتدى بعدة "قرارات" أهمها إطلاق مشروع المدينة السينمائية بولاية تميمون وافتتاح مركبين سينمائيين بكل من وهران والعاصمة وإنشاء مدرسة للتكوين السينمائي بقسنطينة وأكاديمية فنون سينمائية بتيزي وزو ومنصة رقمية لتوزيع الإنتاج السينمائي، في انتظار تجسيدها. وأكد من جهة أخرى الوزير الأول، وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمن، شهر سبتمبر، "التزام" الحكومة بوضع آليات تسمح بتهيئة الظروف المناسبة والفعالة لانطلاق "صناعة سينمائية حقيقية"، وذلك في إطار دعم القطاع السينمائي بما يجعله أحد روافد الاقتصاد الوطني. وقد صدر في هذا الإطار شهر أكتوبر مرسوم رئاسي في الجريدة الرسمية تضمن إنشاء "مركز وطني للصناعة السينماتوغرافية" سيكون تحت وصاية الوزير الأول وسيكلف بترقية وتطوير الصناعة السينماتوغرافية والإنتاج السمعي البصري والمساهمة في دعمهما. إقرأ أيضا: أسماء فنية غادرتنا في 2021 كما صدر شهر نوفمبر مرسوم تنفيذي في الجريدة الرسمية من بين ما نص عليه تحديد كيفيات إعادة إدراج قاعات العرض السينمائي التابعة للبلديات ضمن الأملاك الخاصة للدولة وإسناد تسييرها لوزارة الثقافة والفنون. وتميز أيضا هذا العام بإعادة الاهتمام الحكومي بفيلم الأمير عبد القادر إذ وجه رئيس الجمهورية تعليمات شهر أغسطس لإعادة بعث مشروع إنتاج فيلم حول الأمير باعتباره مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمزا عالميا. وقد شدد السيد تبون آنذاك على ضرورة إرساء صناعة سينماتوغرافية خلاقة لمناصب الشغل والثروة عن طريق الإنتاج السينمائي الهادف ذي المعايير الدولية. وصدر أيضا في هذا الإطار مرسوم رئاسي تضمن إنشاء المؤسسة العمومية "الجزائري لإنتاج وتوزيع واستغلال فيلم سينمائي عن الأمير عبد القادر" ستكون تحت وصاية الوزير الأول وستكلف بإنتاج وتوزيع واستغلال فيلم سينمائي عن الأمير. تقديم العديد من العروض الشرفية الأولى تميزت سنة 2021 بتقديم العديد من العروض الشرفية الأولى لأفلام روائية ووثائقية، بين طويلة وقصيرة، لمخرجين جزائريين، أنتجت بين 2019 و2021، وحاز بعضها عددا من الجوائز في مهرجانات دولية. وعلى الرغم من استمرار جائحة كورونا فقد برمجت وزارة الثقافة والفنون العديد من هذه الأعمال انطلاقا من مارس على غرار الروائي الطويل "هيليوبوليس" لجعفر قاسم، وهو العمل الذي أعيد اختياره ليمثل الجزائر في مسابقة أوسكار أحسن فيلم دولي 2022 (فيلم ناطق بغير اللغة الإنجليزية). ومن الأعمال المعروضة أيضا الأفلام الروائية الطويلة "الموسم الخامس" لأحمد بن كاملة و"صليحة" لمحمد صحراوي و"أبو ليلى" لأمين سيدي بومدين و"دم الذئاب" لعمار سي فوضيل وكذا "أرقو" (أحلم) لعمر بلقاسمي و"الحياة ما بعد" لأنيس جعاد. إقرأ أيضا: 2021 /ثقافة : سنة الانتعاش المتواضع والحذر كما تم عرض الفيلم الوثائقي الطويل "جزائرهم" للينا سوالم والأفلام الروائية القصيرة "الوالدين" لمعوشي خلاف و"طفل جزائري" لحكيم ترايدية وكذا "تشبشاق ماريكان" لآمال بليدي و"فوبيا" لإسلام قروي و "بولما" لمحمد يزيد يطو و "سيعود" ليوسف محساس و "وينا" لأرزقي العربي. وقد تميز أيضا هذا العام بتنظيم العديد من التظاهرات السينمائية المحلية بمدن مثل معسكر، أم البواقي وكذا أدرار و احتضان مدينة باتنة للطبعة الأولى لمهرجان إمدغاسن السينمائي للفيلم الروائي القصير ومدينة سعيدة للمهرجان الوطني لأدب وسينما المرأة، كما نظمت بالعاصمة الطبعة السادسة لأيام الفيلم الأوروبي والأيام الأولى للفيلم النرويجي. ومن جهة أخرى شاركت العديد من الأفلام الجزائرية في مهرجانات سينمائية دولية على غرار "هيليوبوليس"، "جزائرهم"، "الحياة ما بعد" والفيلم القصير "توفا" (من انتاج مشترك جزائري-صحراوي)، و كانت الجزائر خلال هذا العام ضيف شرف مهرجان العودة السينمائي الدولي بفلسطين، كما احتفى مهرجان الفيلم الفرانكفوني لأنغوليم بفرنسا بالسينما الجزائرية. وفيما يخص التتويجات فقد فاز "أرقو" بجائزة الجامعة الإفريقية للنقد السينمائي بأيام قرطاج السينمائية بتونس، و "الحياة ما بعد" بجائزة لجنة التحكيم بمهرجان آميان بفرنسا، كما توجت خمسة أفلام جزائرية بمهرجان القدس السينمائي بغزة أبرزها "أبو ليلى". وبرز من جهة أخرى عدد من الممثلين الجزائريين والفرانكو- جزائريين بأدوارهم في أفلام عالمية على غرار صوفيا بوتلة التي اختيرت للمشاركة في فيلم الخيال العلمي "ريبل مون" للأمريكي زاك سنايدر، و لينا خودري التي اختيرت ضمن أبطال الفيلم الفرنسي الجديد "الفرسان الثلاثة"، وطاهر رحيم لبطولة الفيلم الدرامي "الموريتاني" للمخرج الأسكتلندي كيفن ماكدونالد وهو العمل الذي رشحه لجائزتي "غولدن غلوب" الأمريكية و"بافتا" البريطانية لأحسن ممثل. وأما دالي بن صالح فقد شارك بدوره في أحدث أفلام السلسلة البوليسية البريطانية الشهيرة "جيمس بوند" المعنون ب "نو تايم تو داي" (لا وقت للموت) وهو من بطولة الممثل البريطاني دانييل كريغ، وقد عرض بلندن في سبتمبر الماضي.