عرض النحات الفلسطيني زكي سلام الذي شارك في الطبعة التاسعة للصالون الوطني للفنون التشكيلية بوهران ثلاث منحوتات جديدة تعكس بدقة وباحترافية فنية تفاصيل معاناة الشعب الفلسطيني وجمال التراث الفلسطيني والثقافي وكذا النزاع العربي الإسرائيلي. وقال الفنان الفلسطيني على هامش هذه التظاهرة التي اختتمت مساء اليوم الخميس "تعتبر هذه الأعمال الجديدة استمرارا لتجربتي السابقة بحيث أنني أشتغل على القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني والنزاع العربي الإسرائيلي". وتتجلى معاناة الشعب الفلسطيني الذي يئن تحت وطأة الاحتلال الصهيوني في المنحوتة الأولى التي تجسد أم تجلس فوق بقايا ركام منزلها ويطل منه نصب تذكاري للأمومة حيث أبرز زكي سلام أن "الرسالة التي يحملها هذا العمل الفني، الذي هو مصمم في الأصل أن يكون في ساحة وبحجم كبير، أن الأم تشهد انهيار أيقونة الأمومة في ظل النزاع العربي الإسرائيلي والبيوت التي تعتبر دائما الشيء الذي يلجأ له الإنسان كونه مربوط بذاكرته يقوم الاحتلال الإسرائيلي بتحطيمها وهذا سلاح يستخدمه يوميا ضد الفلسطينيين". وعلى الرغم من أن "الأم تتلقى صدمة كبيرة غير أنها تتحدى المحتل الصهيوني وتبين له أن الفلسطينيين قادرين على العيش حتى فوق الركام وسنبقى موجودين"، وفق الفنان. إقرأ أيضا: أكثر من 50 مشاركا في الطبعة التاسعة للصالون الوطني للفنون التشكيلية بوهران قريبا وتمثل المنحوتة الثانية جماليات المرأة الفلسطينية وعلاقتها بالتراث والتطريز وغيرها من الأنشطة التراثية المعروفة في دولة فلسطين فيما يجسد العمل الثالث بورتريه للشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي يعد واحد من أيقونات الثقافة الفلسطينية ورمز من الرموز الكبيرة الذي يعتز بها زكي سلام على حد قوله. ونجح النحات الفلسطيني الذي استخدم لأول مرة الرزين مع ألياف زجاجية في انجاز قطع فنية رائعة تنم عن تجربته الطويلة في فن النحت ومدى تحكمه في أسراره لإبداع أشكال بتفاصيل معبرة وفي غاية الدقة والمهارة. وسبق للفنان زكي سلام المقيم في الجزائر منذ عشر سنوات أن شارك في العديد من التظاهرات للفنون التشكيلية المنظمة عبر الوطن فضلا عن عرض أعماله الفنية في عدة بلدان. وللتذكير شارك في الطبعة التاسعة للصالون الوطني للفنون التشكيلية التي أقيمت تحت شعار "قوتنا في تلاحمنا وتميزنا في تنوع ثقافتنا" زهاء 50 عارضا منهم عشرة رسامين من خارج ولاية وهران. ونظم هذا الموعد الفني الذي احتضنه بهو قاعة سينما "المغرب" من طرف دار الثقافة "زدور إبراهيم بلقاسم" والديوان الوطني للثقافة والإعلام وتحت إشراف المديرية المحلية للثقافة والفنون .