لجأ مهربو الحشيش المغربي في مضيق جبل طارق الى اعتماد استراتيجيات جديدة باستخدام قوارب الابحار وطرق عبور جديدة للتصدي للضغوط التي تمارسها الشرطة الإسبانية التي تشن حربا شرسة على الجريمة المنظمة في جنوب البلاد, وفق ما أفادت وسائل اعلام محلية. وقالت مصادر الشرطة الاسبانية لصحيفة "إلتاكيغرافو" المحلية انه "من المستحيل وقف الاتجار بالحشيش في منطقة كامبو دي جبل طارق و, بصفة عامة, بالأندلس. مهمتنا أن نبقي هذه المنظمات الاجرامية بعيدا ونجعلها تفكر مرتين قبل الإتجار بالمخدرات في بلدنا". و اضافت الشرطة الاسبانية التي تم استجوابها بشأن مافيا الحشيش على الساحل الأندلسي قائلة : "اننا نعيش على بعد بضعة كيلومترات من أكبر منتج للحشيش في العالم (المغرب). ولهذا السبب تختار المنظمات الإجرامية اسبانيا كوجهة أولى لها قبل أن تنقل المخدرات إلى مختلف أقطار العالم". وتابعت الشرطة الإسبانية إن "الضغط المستمر" الذي يمارس على مهربي المخدرات أجبرهم على اعتماد "استراتيجيات وطرق ووسائل نقل جديدة" هروبا من مراقبة شرطة مكافحة المخدرات. وبالنظر إلى نتائج عمليات الحجز والاعتقالات في كامبو دي جبل طارق وكوستا دل سول, وهما من أشد المناطق تضررا بالجريمة المنظمة ومافيا الحشيش, فقد اضطر تجار المخدرات إلى البحث عن موارد جديدة والانتقال إلى مدن أخرى مثل إشبيلية أو هويلفا. وتتمثل الاستراتيجية الجديدة لهؤلاء في نقل المخدرات بواسطة القوارب أو القوارب الشراعية. وفككت الشرطة الإسبانية مؤخرا "منظمة إجرامية بلغارية كانت تحاول نقل 30 طنا من الحشيش على متن 12 قاربا شراعيا من المغرب إلى بلغاريا". وسجلت الشرطة الاسبانية أيضا تغييرا في أسلوب تجار المخدرات الذين أصبحوا الآن يضيعون مزيدا من الوقت في عرض البحر, "إلى أن يتأكدون من أن يكون الطريق خال من تعقب الشرطة ليتمكنوا من الإرساء". وتشير الشرطة الإسبانية إلى أن جميع هذه التغييرات هي نتيجة للضغوط التي تمارسها منذ عام 2018 بطريقة خاصة ومباشرة في معظم مناطق الصراع بينها وبين المنظمات الاجرامية في مضيق جبل طارق ومقاطعة مالاغا. وفي هذا السياق, تمكنت مصلحة المراقبة الجمركية للوكالة الاسبانية للضرائب في 2 يناير الجاري خلال تدخلها في مياه شرق مضيق جبل طارق, من احتجاز قارب مطاطي على متنه حوالي خمسة أطنان من الحشيش وتوقيف ثلاثة من طاقمه من جنسية مغربية. كما فكك الحرس المدني الاسباني بسانتا كروز دي تينيريفي (شمال شرق جزيرة تينيريفي, العاصمة الاولى لجزر الكناري), في إطار عملية "لاماك", شبكة إجرامية مغربية مروجة للمخدرات, حيث تم ضبط أكثر من 9 أطنان من الحشيش و 1.3 كيلوغرام من الكوكايين, كانت الشبكة تخطط لإدخالها لجزيرة تينيريفي. وبذلك تم تفكيك التنظيم الإجرامي بشكل كامل (بحسب الصحافة الاوروبية), و تم اعتقال 27 شخصا من جنسية إسبانية و مغربية تابعين لشبكة اجرامية مختصة في إدخال كميات كبيرة من الحشيش و الكوكايين لجزيرة تينيريفي. وكان تقرير صادر عن الإتحاد الاوروبي لعام 2018 قد أكد أن ثلاثة أرباع الكمية الاجمالية المضبوطة في دول الإتحاد الأوروبي من "راتنج القنب" الهندي كان مصدرها المغرب.