وصفت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع قرار رئاسة جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، القاضي بمنع نشاط تضامني مع القدسوفلسطين، ب"الخطير" والدال على أن "الصهيونية محمية بالبلاد"، و أن السلطات أصبحت "مجندة لمنع أي نشاط تضامني مع كفاح الشعب الفلسطيني". وحذرت الجبهة المغربية في بيان لها من خطورة قرار منع النشاط التضامني والمندد بالتطبيع، الذي يأتي تزامنا مع المجازر اليومية للكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وجرائم قتل المدنيين بالرصاص في الشارع العام و استمرار أسر و اعتقال الآلاف من الفلسطينيين، ومنهم العشرات من الأطفال، ضاربا عرض الحائط بكل القوانين الإنسانية. وأشارت الجبهة إلى أن الامر لم يتوقف عند قرار المنع و إغلاق الكليات التابعة للجامعة ثلاثة أيام، بل تعداه إلى التنكيل بالطلبة أمام أبواب كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وفي مختلف الممرات والفضاءات المحيطة بالجامعة، واعتقال 24 طالبا و احتجازهم داخل سيارات الأمن وتعريضهم للعنف اللفظي والجسدي قبل الإفراج عنهم لاحقا. وطالب مناهضو التطبيع، الوزارة المعنية "بوضع حد لتحويل الجامعة المغربية إلى ملحقات للسلطات الأمنية، من أجل الحفاظ على دورها كفضاء للتحصيل العلمي ونشر الوعي الوطني والإنساني"، ودعت إلى مواجهة "التغلغل الصهيوني". وكانت رئاسة الجامعة قد أعلنت عن منع تنظيم نشاط للتضامن مع فلسطين والتنديد بالتطبيع، أول أمس الثلاثاء، وهو ما لقي رفضا من طرف المشاركين الذين احتجوا ضده، قبل أن تتدخل قوات الأمن ضدهم بالقوة. و أثار قرار المنع موجة سخط اعتبرته "خطوة متحالفة" مع أجندة تمرير التطبيع، وهو ما ذهب اليه المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، الذي أدان بأشد العبارات والاستياء اجهاض رئاسة الجامعة لمثل هذا النشاط. وقال المرصد في بيان له ان "الخطوة تندرج ضمن أهداف ومرامي الكيان الصهيوني الذي يمعن في اختراق الجامعة والمؤسسات التعليمية بالمغرب"، مسجلا "الهبوط الشامل الحاصل في حريات العمل الثقافي بالجامعة المغربية بفعل تحكيم منطق السلطوية المتخلف والمتحالف مع أجندة تمرير التطبيع". وأعاد دق ناقوس الخطر الكبير المتمثل في إطلاق العنان بعد التطبيع الرسمي للدولة، "لما أصبح مستعرا من صهينة شاملة للمغرب على مستوى كل المؤسسات والبنيات والانسياق بما يهدد حاضر و مستقبل البلاد ككل". كما أدان المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، "الانزال الأمني الكبير وتدخل القوات الأمنية لمنع الطلبة من تنظيم الفعالية بل والقيام بالتنكيل وضرب و اعتقال العشرات منهم، في قلب الجامعة، في انتهاك صارخ للحريات العامة ولحرمة الجامعة والذي يمثل قمعا سلطويا مدانا بكل المقاييس". وتتواصل الإحتجاجات الشعبية الغاضبة في المغرب للتنديد بتطبيع نظام المخزن مع الكيان الصهيوني، فيما تشدد السلطات من ممارساتها القمعية من أجل منعها. الا أن هذه الممارسات لم تنقص من قوة التعبئة الشعبية النضالية ضد التطبيع بالمملكة، فقد شددت الأمانة الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، مواصلتها النضال من أجل "مواجهة البرامج الصهيونية الموجهة لعمق الشعب المغربي، وخاصة في المدارس والثانويات والجامعات"، وجددت إدانتها "للجرائم الشنعاء التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين الذين صعدوا عدوانهم ضد الفلسطينيين في حي الشيخ جراح في القدس ومناطق أخرى"، حيث تتوالى الاقتحامات المنظمة لباحات المسجد الأقصى والاعتقالات المستمرة وتعذيب الأطفال في ظل صمت دولي مريب. وأكدت الجبهة أنها ستستمر وبالتعاون مع مختلف القوى المجتمعية الحية المناهضة للتطبيع مع كيان الإجرام الصهيوني، في النضال من أجل كشف جرائم الاحتلال والتشهير بها بكل الطرق والإمكانيات و إصدار قانون تجريم التطبيع ومناهضة كل أشكال التعاون مع المجرمين الصهاينة.