دعا مشاركون ومختصون خلال ملتقى وطني حول القشابية و البرنوس نظم اليوم الأحد، بولاية الجلفة، على ضرورة تثمين منتوج القشابية والبرنوس ببلدية مسعد و تصنيفه ضمن التراث الثقافي غير المادي للبشرية. وطالب المشاركون في الملتقى الوطني المنظم بمدينة مسعد (75 كيلومتر جنوب الولاية)، تحت عنوان "القشابية والبرنوس: هوية بلدية مسعد"، جعل هذين المنتوجين التقليديين ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، و وضع لها ختم وعلامات الأصالة لأجل ترويجهما وتثمينهما كصناعة محلية بامتياز. وأكدت أمال كانون باحثة بالمعهد الوطني للبحث الزراعي في الجزائر، في مداخلتها أن "القشابية والبرنوس هما من المنتوجات الأصيلة التي تكتسي أهمية كبيرة في قائمة المهارات التي تعرف بها المنطقة"، ما يستدعي "ضرورة وسم ودمغ منتوجهما وكذا وضع علامة لهما لأجل تثمينهما كمنتوج محلي ذو رافد إقتصادي". من جانبها أشارت السيدة ماجدة شعباني المنسقة الوطنية لبرنامج دعم قدرات الفاعلين المحليين في التنمية المحلية "كابدال"، الذي تروج له وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية وكذا برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بدعم من الإتحاد الأوروبي، إلى أن هذا اللقاء المنظم من طرف الجمعية المحلية "تمكين" المستفيدة من البرنامج، هو بمثابة فرصة لتبادل الخبرات، و تعبئة الفاعلين في الإقليم و الناشطين في شعبة نسيج القشابية والبرنوس. وأشارت ذات المسؤولة إلى أن أشغال الملتقى ستساهم "لا محالة" في تحفيز كل الفاعلين للحفاظ على التراث والمعارف التقليدية العريقة للمنطقة، وبالتالي تثمينها وترويجها بشكل يساهم في تنمية اقتصادية محلية شاملة ومستدامة للبلدية. وقالت "أن التنمية الاقتصادية المحلية تعد من بين المحاور الاستراتيجية الأربعة لبرنامج كابدال والذي يتم تنفيذه منذ يناير 2017 على مستوى 8 بلديات نموذجية عبر الوطن، منها مسعد التي تم بها إعداد تشخيص إقليمي تشاركي للبلدية، تلاه إعداد مخططها البلدي للتنمية من الجيل الجديد، أين حدد الفاعلون المحليون فيه حماية التراث الثقافي للمنطقة وتثمينه كمجال محفز للتنمية الاقتصادية المحلية". للإشارة خصص على هامش هذا الملتقى فضاء لعرض القشابية والبرنوس، بالتعاون مع الجمعيات وحاملي المشاريع في الشعبة، من أجل إبراز المواد الخام والآلات المستخدمة في نسيج القشابية والبرنوس وكذا عرض عينات من المعاطف العصرية و التقليدية التي لا تزال ترمز لعاصمة أولاد نايل. وللإشارة، تتواصل أشغال هذا الملتقى الذي يدوم يومين كاملين بتأطير مناقشات وجلسات عامة وورشات عمل موضوعاتية، ينشطها أساسا متدخلون من عدة قطاعات من بينها الثقافة و الفنون والسياحة والحرف وكذا ممثلو مختلف أجهزة الدعم .