خلفت حرائق الغابات التي مست بعض ولايات الوطن وفاة 37 شخصا, حسب آخر حصيلة لمصالح الحماية المدنية, فيما تتواصل الجهود للسيطرة على ألسنة النيران المشتعلة بغابات وأحراش في مناطق عدة, لاسيما بشرق البلاد. و تعد ولاية الطارف الأكثر تضررا بوفاة 30 شخصا والعديد من المصابين, وهو ما أدى بالوزير الأول, السيد أيمن بن عبد الرحمان, للتوجه إلى عين المكان, بأمر من رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, للوقوف على مخلفات هذه الحرائق. و بعين المكان, قام الوزير الاول بمعاينة حجم الأضرار التي تسببت فيها الحرائق بمنطقة البرابطية بالقالة, مرفوقا بوزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية, السيد كمال بلجود, وأعضاء من الطاقم الحكومي. و بالمناسبة, قدم السيد بن عبد الرحمان تعازي رئيس الجمهورية إلى عائلات ضحايا هذه الحرائق وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين, مؤكدا "وقوف الدولة والتجند التام لمختلف المصالح بتسخير كافة الإمكانيات البشرية والوسائل المادية لإخماد الحرائق والتكفل بالمصابين". و أكد أنه تم "تجنيد مختلف المصالح المختصة ومؤسسات الدولة, وفي مقدمتها وحدات الحماية المدنية وقوات الجيش الوطني الشعبي, لإخماد حرائق الغابات التي مست عددا من ولايات شرق البلاد وكذا التكفل بالمصابين والمتضررين, وذلك تنفيذا لأوامر رئيس الجمهورية". و قام الوزير الاول بالمناسبة بزيارة المصابين بمستشفى الشهيد بوزيد عمار بالقالة, كما كشف عن الشروع في تعويض المتضررين من هذه الحرائق بداية من الأسبوع المقبل. و ذكر انه سيتم اشراك فعاليات المجتمع المدني في عملية احصاء المتضررين, كما قام قبلها بمعاينة الاضرار الناجمة عن هذه الحرائق. و لإخماد الحرائق والتكفل بالمتضررين, قامت الدولة بتسخير كافة الامكانيات والوسائل المادية والبشرية اللازمة, حيث تم تجنيد مختلف المصالح المختصة ومؤسسات الدولة, وفي مقدمتها وحدات الحماية المدنية وقوات الجيش الوطني الشعبي, لإخماد حرائق الغابات والتكفل بالمصابين والمتضررين. كما عملت السلطات المحلية بالولايات التي مستها هذه الحرائق على اتخاذ التدابير اللازمة للتكفل بالمتضررين, على غرار ولاية سوق أهراس التي أعلنت عن وضع مخطط نجدة وتشكيل خلية أزمة للتحكم في حرائق الغابات. و تتشكل هذه الخلية من عدة متدخلين, على غرار مديريات الموارد المائية والحماية المدنية والأشغال العمومية والنشاط الاجتماعي والتضامن ومحافظة الغابات, وذلك من أجل مرافقة العائلات المتضررة من هذه الحرائق. و في مجال العمليات التضامنية, أطلق الهلال الأحمر الجزائري قوافل لفائدة المتضررين من هذه الحرائق تتمثل في مواد غذائية وسيارات إسعاف مجهزة بأطقم طبية وعتاد وأدوية. من جهته, أطلق المرصد الوطني للمجتمع المدني حملة وطنية للإغاثة والتضامن مع المواطنين المتضررين, موجها في ذات السياق نداء لكل الجمعيات المحلية والوطنية للمساهمة في هذه العملية من خلال تقديم المساعدات والخدمات اللازمة بالتنسيق مع السلطات والهيئات العمومية. و إضافة إلى مختلف العمليات التضامنية المبرمجة, سيتم تنظيم عمليات للوقاية عبر كافة ولايات الوطن تشارك فيها كافة الجمعيات بهدف أخذ التدابير الوقائية من نشوب الحرائق والسهر على حماية المساحات الغابية. و كان رئيس الجمهورية قد تلقى التعازي من كل من نظيره التونسي, قيس سعيد, وأمير دولة قطر, الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, والرئيس الفلسطيني, محمود عباس, و الأمين العام لجامعة الدول العربية, السيد أحمد أبو الغيط, إثر هذه الحرائق, عبروا من خلالها عن تضامنهم ووقوفهم إلى جانب الجزائر في هذه الظروف. كما أعرب رئيس البرلمان العربي, عادل بن عبد الرحمن العسومي, عن خالص التعازي وصادق المواساة للجزائر في ضحايا حرائق الغابات, مبرزا دعمه وتضامنه الكامل معها ومؤكدا في نفس الوقت ثقته في السلطة الجزائرية في مكافحة وتجاوز آثار هذه الكارثة الطبيعية. بدوره, عبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي, حسين إبراهيم طه, عن خالص تعازيه للجزائر, قيادة وشعبا, ولذوي الضحايا في حرائق الغابات التي شهدتها عدة مناطق من البلاد, مجددا وقوف الأمانة العامة وقوف معها وعن ثقتها في قدرة القيادة الجزائرية على تجاوز آثار هذه المحنة. كما أعربت العديد من الدول الشقيقة والصديقة عن تضامنها مع الجزائر في هذه المحنة, متقدمة بتعازيها الخالصة الى عائلات ضحايا هذه الحرائق. للإشارة, فإن نيابات الجمهورية المختصة كانت قد أمرت بفتح تحقيقات قضائية ضد مجهولين حول هذه الوقائع للتأكد من مصدرها, إن كان إجراميا وتحديد الفاعلين عند الاقتضاء, قصد متابعتهم قضائيا بالصرامة التي تقتضيها خطورة هذه الأفعال وطبقا لقوانين الجمهورية.