تتوالى الدعوات المطالبة بالتحرك العاجل لوقف الاعتداءات الصهيونية و إطلاق حملات عالمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني, تأكيدا على حقه في الحرية وتحقيق دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وقد اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس الأحد للإدارة الأمريكية على أهمية "التدخل العاجل" للضغط على الحكومة الصهيونية الجديدة لوقف إجراءاتها أحادية الجانب والالتزام بالاتفاقيات الموقعة. وشدد عباس -خلال لقائه بمقر الرئاسة بمدينة رام الله مدير جهاز المخابرات العامة الأمريكية (سي آي أيه) وليم بيرنز- على ضرورة عودة الأفق السياسي على أساس الشرعية الدولية, بما يحقق الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة ونيل الشعب الفلسطيني حريته و استقلاله في دولته بعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967. ولوقف التصعيد الصهيوني عامة و اعتداءات المستوطنين بشكل خاص, طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بموقف دولي وأمريكي حازم وعملي بإدراج منظمات المستوطنين المتطرفة على قوائم الإرهاب. و أوضحت الوزارة في بيان أن حماية حكومة الاحتلال للمستوطنين والدعم والإسناد الذي توفره للاستيطان يشجع عناصر منظمات المستوطنين على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم, خاصة ما يتعلق بتوسيع عملية تسليحهم دون ضابط أو قانون. من جهته, قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية, حسين الشيخ, أن "استباحة المدن والقرى والمخيمات والمسجد الأقصى ودماء الشعب الفلسطيني, تستدعي توفير الحماية الدولية, والوقوف بجدية أمام مسلسل التصعيد والإجرام المتواصل ومواجهة هذه الحكومة الفاشية التي لا تعترف بوجود الشعب الفلسطيني". يأتي ذلك في وقت شهدت مدينة نيويورك أمس الأحد مظاهرة حاشدة رفضا للعدوان الصهيوني المتصاعد ضد الفلسطينيين, خاصة في جنين. ورفع المتظاهرون شعارات منددة بالعدوان الصهيوني, وطالبوا المجتمع الأمريكي بضرورة الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني, مؤكدين رفضهم للموقف الرسمي الأمريكي إزاء ما يحدث في فلسطينالمحتلة واستمرار تقديمها الدعم للكيان الصهيوني. من جهتها, أعربت منظمة الأممالمتحدة للطفولة /اليونيسف/ عن قلقها إزاء التصعيد الأخير للاعتداءات الصهيونية التي خلفت العديد من الشهداء والجرحى في صفوف الأطفال في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وذكرت أنه منذ بداية 2023, استشهد سبعة أطفال فلسطينيين و أصيب كثيرون بجروح أو تضرروا من مسلسل اعتداءات القوات الصهيونية. في اعقاب ذلك, صعدت قوات الاحتلال الصهيوني اعتداءاتها و اجرامها ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث تواصل استهداف الفلسطينيين وقتلهم واعتقالهم بشكل تعسفي والتنكيل بهم. و استشهد 224 فلسطينيا برصاص قوات الاحتلال الصهيوني خلال العام الماضي 2022, بينهم 59 من محافظة جنين ومخيمها بالضفة الغربية أين نفذت قوات الاحتلال الخميس الماضي مجزرة دموية خلفت عشرات الشهداء والجرحى. كما اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين اليوم الاثنين المسجد الأقصى المبارك, من باب المغاربة, بحماية مشددة من قوات الاحتلال الصهيوني في وقت جدد المقدسيون دعواتهم للحشد والرباط الواسع في الأقصى, لإفشال كل مخططات الاحتلال و "جماعات الهيكل" المزعوم. ويقول الفلسطينيون إن سياسة هدم المنازل بحجة عدم الترخيص هي استراتيجية صهيونية تهدف لتهديد الوجود الفلسطيني في القدسالمحتلة بشكل أساسي وفي مناطق الضفة الغربية بشكل عام.