كذبت وزارة خارجية مملكة ليسوتو, ادعاءات الرباط بتوقيعها مؤخرا على بيان ما يسمى "اعلان طنجة", حول الجمهورية الصحراوية, مؤكدة أن قضية الصحراء الغربية هي مسألة تصفية استعمار يتعين استكماله على أساس ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وجاء في بيان لوزارة خارجية ليسوتو أن "هناك مقالات إخبارية متداولة في المنابر الإعلامية فيما يتعلق بما يسمى +نداء طنجة+ الذي يزعم أنه وقعه ممثلها وزير الخارجية والعلاقات الدولية السابق لمملكة ليسوتو, ليسيغو ماكغوثي في المغرب (...) لطرد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من الاتحاد الإفريقي". ونفى وزير خارجية ليسوتو, ليجون مبوتجوانا, ذلك جملة وتفصيلا قائلا إن "حكومة ليسوتو تنأى بنفسها بقوة وبشكل كامل ومطلق عن هذا التوقيع المزعوم لنداء من الوزير السابق ماكغوثي, وتكرر موقفها المبدئي المتواصل والذي تعتز به بشأن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أو الصحراء الغربية". و أكد في هذا السياق أن "مملكة ليسوتو والصحراء الغربية تحافظان على علاقات ثنائية ودية حيث واصلت الحكومات المتعاقبة في ليسوتو دعمها للصحراء الغربية. ولقد تم الحفاظ على هذه العلاقات على مر السنين و استمرت في النمو من حسن إلى أحسن". و أضاف أن "سياسة ليسوتو الخارجية مبنية على المبادئ التي تحترم المساواة في السيادة بين جميع الدول, والتسوية السلمية للنزاعات, وعدم استخدام التهديد أو القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة, والحق في تقرير المصير". و أكد الوزير أن سياسة بلاده الخارجية "التي ظلت كما هي تقريبا منذ حصولها على الاستقلال في عام 1966, حافظت على موقف البلد المبدئي لدعم نضال شعب الصحراء الغربية", بل أن "ليسوتو موجودة كدولة اليوم بفضل التضامن مع الآخرين وسيستمر استقلالها وسيادتها إلى حد كبير, معتمدا على التضامن مع الدول الأخرى". كما ذكر البيان أن مجموعة التنمية للجنوب الافريقي (الصادك) "قد نظمت مؤتمرا تضامنيا حول الصحراء الغربية في وقت مبكر من عام 2019 في جمهورية جنوب إفريقيا و أيدت قمتها التي عقدت في جمهورية تنزانيا في أغسطس 2019 قرارات هذا المؤتمر". وبالتالي, يضيف ليجون مبوتجوانا, "فإن حكومة مملكة ليسوتو ستواصل الحفاظ على موقفها المبدئي بشأن الصحراء الغربية, وتكرر دعمها للجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطية كدولة افريقية مستقلة". وعبر الوزير عن أسفه من أن "تظل الصحراء الغربية المستعمرة الوحيدة في القارة الأفريقية خلافا لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة", مؤكدا أن "قضية الصحراء الغربية هي مسألة تصفية استعمار لا يزال يتعين استكماله على أساس ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال". كما شدد البيان على أن حكومة ليسوتو تؤكد على الحاجة إلى "تهيئة الظروف التي من شأنها أن تسمح بإجراء استفتاء سلمي وعادل لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية", ولذلك "تعلن الحكومة عن دعم ليسوتو للمفاوضات السلمية الهادفة إلى إجراء الاستفتاء دون شروط مسبقة". وختم الوزير بيانه بالتأكيد أن بلاده "ستحقق في التورط المزعوم للسيد ليسيغو ماكغوثي في التوقيع على ما يسمى (نداء طنجة) والأنشطة الأخرى ذات الصلة من جانبه وتتخذ الإجراء المناسب, إذا لزم الأمر". جدير بالذكر أن دولة الاحتلال المغربية كانت قد نظمت مسرحية جديدة جمعت لها عددا من الوزراء والمسؤولين الأفارقة السابقين, مدعية أنهم يمثلون بلدانهم و أنهم يطالبون بطرد الجمهورية الصحراوية من الاتحاد الافريقي. ورغم أن المشاركين مجرد مسؤولين سابقين إلا أن وسائل الإعلام المغربية كعادتها تحاول تضليل الرأي العام المغربي والافريقي وحتى الدولي بالادعاء أنهم يمثلون بلدانهم, وهو ما نسفه نفي مملكة ليسوتو لأي علم لها بمشاركة رسمية لممثل عنها في هذه المسرحية الفاشلة.