واجه المغرب مجددا انتكاسة ديبلوماسية جديدة من داخل القارة الافريقية ومن مملكة ليسوتو بالتحديد, ضربت في صميم محاولاته الملتوية داخل القارة وفي اطار الاتحاد الافريقي للمراوغة والتضليل عن سياساته بالصحراء الغربية واحتلاله لأراضي الغير. مرة أخرى انتصر الحق لصالح الصحراويين ولقضيتهم في وجه الاحتلال المغربي الذي لم يترك سبيلا ملتويا إلا انتهجه من أجل تجنب سخط الأفارقة والمتضامنين الدوليين و مناشدي الحرية والانعتاق. فقد دخل المغرب مجددا في متاهات ولدتها سياسته التضليلية وأساليبه الاغرائية, كما جرى الحال في موضوع فتح بعض الدول الافريقية لقنصليات لها بالعيون المحتلة نتيجة عملية "اصطياد", كما أكد عليه الصحراويون, نفذها المغرب مستغلا وضعيتهم ومشاكلهم, وعملية لا تعدو أنها "مجرد دعاية لخدمة أغراض سياسية معينة". فقد أصدرت وزيرة خارجية ليسوتو, ماتسيبو راماكووي, تصريحات ضمنتها موقف بلادها الثابت بخصوص حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ونددت بالانزلاقات التي وقع فيها وزير الخارجية السابق ليسيغو ماكغوثي نهاية العام الماضي, لدى زيارته المغرب. وفي هذا الصدد أكد مندوب ليسوتو الدائم لدى إثيوبيا, ومندوبها الدائم لدى الإتحاد الإفريقي, في تغريدة له على حسابه الرسمي عبر التويتر أنه "سيعمل من أجل الكشف عن ملابسات هذه التصريحات من داخل المغرب", مؤكدا أن " الإستعمار من العصر الماضي". وجددت حكومة مملكة ليسوتو في بيان رسمي صادر عن وزيرة الشؤون الخارجية والعلاقات الدولية "الموقف المبدئي بشأن الصحراء الغربية", نافية التحريفات السابقة الأحادية الجانب لهذا الموقف في العام الماضي ومجددة في نفس السياق دعمها للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي يعتبر اقليمها مستقل عن تراب المملكة المغربية. واكدت الوزيرة على أن "مملكة ليسوتو والصحراء الغربية تحافظان على علاقات ثنائية ودية وأن حكومات ليسوتو المتعاقبة حافظت على دعمها للصحراء الغربية وقد تم الحفاظ على العلاقات على مر السنين وهي مستمرة في التطور". وتأسفت رئيسة ديبلوماسية ليسوتو "بقاء الصحراء الغربية المستعمرة الوحيدة في قارة أفريقيا خلافا لمبدأ ميثاق الأممالمتحدة", معتبرة أن "قضية الصحراء الغربية هي مسألة تصفية استعمار التي لم تكتمل بعد في أساس ممارسة الشعب الصحراوي لحقوقه غير القابلة للتصرف في تقرير المصير والاستقلال". وفي هذا الصدد "تؤكد حكومة ليسوتو على الحاجة إلى تهيئة الظروف التي تسمح بإجراء استفتاء سلمي وعادل لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية" و "تعلن دعم ليسوتو لمفاوضات سلمية تهدف إلى إجراء الاستفتاء" كما جاء في البيان الرسمي لليسوتو . وأشارت حكومة مملكة ليسوتو أيضا إلى أنها "سترسل قريبا مبعوثا خاصا إلى الصحراء الغربية ورئيس المجموعة الإنمائية للجنوب الأفريقي ورئيس الاتحاد الأفريقي لتبديد هذه التحريفات والتشوهات فيما يتعلق بموقف البلاد بشأن الصحراء الغربية وتأكيد موقف ليسوتو المبدئي من الصحراء الغربية". وفيما يتعلق بالحق في تقرير المصير دعت ليسوتو إلى ممارسة الحق المشروع في تقرير المصير لتلك البلدان والأمم التي لا تزال لا تتمتع بتقرير المصير وفقا لمبادئ وقرارات الأممالمتحدة, موضحة ان "ليسوتو موجودة اليوم كدولة بسبب التضامن مع الآخرين, وسيستمر استقلالها وسيادتها إلى حد كبير في الاعتماد على التضامن مع الدول الأخرى". وأشار البيان أيضا إلى أن الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي نظمت مؤتمر تضامني مع الشعب الصحراوي مطلع سنة 2019 في جمهورية جنوب أفريقيا. من جانبه أعرب سفير مملكة ليسوتو لدى إثيوبيا, ومندوبها الدائم لدى الإتحاد الإفريقي, مافا سيجاينمان, عن إرتياحه للموقف الذي عبرت عنه وزيرة الشؤون الخارجية لبلاده فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية ". وقال السفير في تغريدة على حسابه الرسمي عبر التويتر, أن الإستعمار من العصر الماضي مضيفا "يسعدني أن وزيرة خارجيتنا الجديدة بددت علنا السحابة على الصحراء الغربية في وقت مبكر . إن ليسوتو تدعم بشكل لا لبس فيه تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية. الاستعمار يعود إلى العهد القديم ". وأضاف "لقد أوضحنا وبشكل رسمي للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أن موقفنا من الصحراء الغربية لم يتغير رغم ما قاله الوزير السابق (ليسوتو) في المغرب مشيرا أنه سيكشف عن الدوافع والأسباب التي كانت وراء هذه التصريحات .