انتقلت اليوم الثلاثاء ببلدية تكوت بولاية باتنة المجاهدة أمهاني بوستة الملقبة ب"الشهيدة الحية" إلى رحمة الله عن عمر ناهز ال 89 سنة بعد مرض ألزمها الفراش منذ مدة، حسب ما استفيد من أقارب الفقيدة. وينتظر -وفق المصدر- أن يوارى جثمان المرحومة الثرى بعد صلاة العصر بمقبرة مدينة تكوت مسقط رأسها ومقر سكناها الى أن وافتها المنية. وحسب الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين بباتنة، رحماني العابد، تنحدر المرحومة أمهاني بوستة التي، ولدت بدوار زلاطو بتكوت في سنة 1934، من عائلة مناضلة وثورية. وقد تعرضت عائلتها للاعتداء من طرف قوات الاحتلال الفرنسي في بداية الثورة التحريرية بعد أن هاجموا قرية عكريش في 19 نوفمبر 1954 وقتلوا عددا كبيرا من سكانها من بينهم والدها. فقد فقدت أمهاني في تلك الواقعة المسجلة بأحرف من ذهب بمنطقة الأوراس، حسبما أكدته في تصريح سابق لوأج، شقيقتها التي كانت من بين أولى الشهيدات بالجهة وهن بوستة جمعة و بوستة منصورة و جغروري فاطمة و بالرحايل فاطمة (شقيقتها وعمتها وكنة عمتها وابنة شقيقتها). وكانت المرحومة تحكي بفخر كيف تحول بيتهم إلى مركز لجيش التحرير الوطني لوجوده بأعالي الجبل بقرية شناورة وفتحه أمام المجاهدين حيث احتضن مركز بوستة زعماء للثورة بعد اكتشاف أمر المنظمة السرية "لوس" بالجزائر العاصمة ومن بين الذين تتذكرهم جيدا رابح بيطاط وعمار بن عودة ومحمد بوضياف. وقد مهد الجو الذي شبت فيه أمهاني وسط أسرتها، التحاقها بالثورة في سنة 1956 لتكون واحدة من أفراد عائلة بوستة الذين كانوا من الرعيل الأول. أما عن تسميتها بالشهيدة الحية، فتعود لحادثة تعرضها للتنكيل على أيدي عساكر العدو الذين انقضوا عليها و على زوجها الشهيد جغروري محمد بن الشاوش بوحشية في أواخر نوفمبر 1956 فذبحوه أمام أعينها ثم ذبحوها وغادروا المكان لكنها لم تفارق الحياة و ظلت تقاوم إلى أن اكتشفتها دورية من المجاهدين وحملوها على نقالة صنعوها من أغصان "العرعار" من منطقة عكريش بتكوت إلى عيادة الولاية التاريخية الأولى بكيمل على بعد 50 كلم وهناك تم التكفل بها واستطاعت الوقوف مرة أخرى على أرجلها بعد 40 يوما. وأصبحت أمهاني بوستة التي واصلت الجهاد إلى غاية استقلال الجزائر، رمزا لمقاومة ونضال المرأة بالجهة وحملت لقب الشهيدة الحية إلى غاية وفاتها.