احتضن صبيحة الجمعة المركب الرياضي الجواري الشهيد بوجمعة معون التوأمة التاريخية بين البلديتين المجاهدتين الزبربر وسي مصطفى، بحضور السلطات الولائية والأسرة الثورية لولايتي البويرة وبومرداس، تم خلالها تكريم عائلة الصحفي الشهيد محمد العيشاوي محرر بيان أول نوفمبر الذي استشهد في أعالي جبال الزبربر 1959، والاتفاق على بروتوكول الذي توّج بتوصيات تجسد آليات التوأمة التاريخية بين الولايتين التاريخيتين الثالثة والرابعة. وأضاءت التوأمة التي حملت شعار "الوطنية برمزية القلم والبندقية" وعرفت حضورا جماهيريا كبيرا، على سيرة ومسيرة نضال وكفاح من حرّر النسخة النهائية لبيان أول نوفمبر ورقنه وسحبه بأعالي جبال إيغيل إيمولا بتيزي وزو الصحفي الشهيد محمد العيشاوي، من خلال الشهادات الحيّة وتدخلات الأسرة الثورية ممن عايشوا البطل، أو سمعوا عنه فترة النضال السياسي قبل الثورة وفي سنوات الكفاح المسلح إبان ثورة التحرير المباركة. وشارك العديد من الشخصيات والهيئات المعروفة في هذه التوأمة التي تعتبر بادرة أولى في المنطقة كالوزير والبرلماني السابق الدكتور بوجمعة هيشور، والإعلامي رابح مناد شربي ورئيس التحرير عبد اللطيف بن عقة من قناة الذاكرة والأسرة الثورية من ولايتي بومرداس والبويرة، وجمعت التوأمة ولايتين تاريخيتين الثالثة والرابعة بكل الامتداد التاريخي والوحدة الجغرافية، تمّ خلالها تكريم مجاهدين من جيش التحرير الوطني من بومرداس والبويرة، كما خصصت جمعية نشاطات السلام الثقافية للمركز الثقافي رخوان عيسي تكريما خاصا لعميد جامع الجزائر تسلّمه بالنيابة حفيد الشيخ الحمامي صاحب الزاوية الشهيرة بأعالي جبال معالة. من جهتها، كرمت عائلة الشهيد محمد العيشاوي مهندسي هذه التوأمة التاريخية، وتوّجه ممثل العائلة في كلمته بالشكر لجميع من بادر وساهم في الإضاءة على محرر "دستور الثورة"، منوّها بالدور الكبير الذي توليه الدولة الجزائرية في هذه المرحلة لنفض الغبار عن رموز نوفمبر، وصون الذاكرة، مشيدا بجهود رئيس المجلس الشعبي لبلدية الزبربر التي احتضنت هذه المبادرة. من جهته، وجّه مدير المجاهدين لولاية بومرداس سعيد شريخي في كلمته رسالة إلى جميع الأطراف المنظمة لتظافر الجهود مستقبلا للعمل على إبراز الكنوز المشتركة للولايتين التاريخيتين الثالثة والرابعة، والتنسيق بين الولايات الثالث بومرداس، البويرة وتيزي وزو لتنظيم ملتقى وطني يبرز تفاصيل كتابة البيان والظروف المحيطة التي سبقت تفجير أعظم ثورات القرن العشرين. وختم اللقاء المجاهد رابح ظريف في تمثيلهما للأسرة الثورة لولايتي البويرة وبومرداس، أن الرسالة الأهم هي تخليد أمجاد وبطولات من صنعوا وكتبوا تاريخ الجزائر وتمريرها إلى الجيل الجديد، الذي أبدع في رسم لوحات جميلة بأغاني وطنية وقصائد شعرية خلال هذه التوأمة التاريخية بين بلديتي الزبربر وسي مصطفى.