تم مساء أمس الأحد بالجزائر العاصمة عرض مسرحية "استراحة المهرجين" التي تسلط الضوء على ممارسة التعذيب إبان الحقبة الاستعمارية. و برمج عرض هذه المسرحية التي احتضنها المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، من تصور و إخراج وحيد عاشور عن نص ترجمه علاوة جروة وهبي من رواية نور الدين عبة التي تحمل نفس العنوان ضمن "شهر المسرح" الذي ينظم احتفالا بستينية استقلال الجزائر. و قد بلغ عرض "استراحة المهرجين" الذي يستذكر قسوة و احتقار المحتل الفرنسي، ذروته بتحويل شخصيات مهرجين كان يفترض أن ترفه و تجلب الفرح و الابتسامة إلى جلادين و مجرمين. و تدور الأحداث على مدار 90 دقيقة في مكان يقع في ثكنة للجيش الاستعماري حيث كانت مجموعة من الجنود الفرنسيين متنكرين في زي مهرجين تستعد لتقديم عرض لإقامة علاقات جديدة مع السكان الجزائريين بهدف "تحسين سمعتهم" و "اظهار إنسانيتهم" التي لم يشرفوها قط. مسرحية في مسرحية: بينما كان الجنود يتدربون في أحد مقراتهم المخصصة لممارسة التعذيب, تردهم معلومة مفادها إيداع قنبلة في مكان عام غير معروف يتردد عليه الفرنسيون كثيرا. و يتم القبض على رشيد المعروف باسم "راد صن" (الشمس الحمراء) و هو كيميائي يتظاهر بأنه سباك, و بحوزته زجاجة نبيذ كان قد فخخها و قد تنفجر عند فتحها. و بعد ان نجح في خداع يقظة جلاديه, أدخل هذا الكيميائي الشاب القنبلة إلى الثكنة حيث استطاع بشجاعة تجاوز سلسلة من الاستجوابات خضع لها تحت التعذيب. و قد نجح كل من مراد فيلالي و أحمد حمامص و أسامة تليلاني و نبيل مساهل و ريم بن زقوتة ورامي منتوري و رفيق بلحمادي وعبد الحميد ليتيم في أداء أدوارهم ببراعة. و في نهاية العرض, صفق الجمهور الحاضر مطولا لجميع الفنانين. في هذا الصدد, صرح وحيد عاشور قائلا "هل هناك ما هو أسوأ و غير إنساني من استخدام مهرجين الذين يدخلون عادة الفرح للقلوب و يزرعون الابتسامة على الوجوه, لارتكاب جرائم بشعة وبث الرعب". للعلم, فان مسرحية " استراحة المهرجين" التي أنتجها المسرح الجهوي "محمد طاهر فرقاني" بقسنطينة, ستجوب فور عرضها في الجزائر العاصمة, عدة مدن في وسط و شرق الوطن.