ضيع المنتخب الجزائري للكرة الطائرة (رجال) فرصة التتويج بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الرياضية العربية (الجزائر-2023), بعد خسارته أمام ليبيا بثلاثة أشواط (29-31, 18-25, 17-25), في النهائي الذي جرى سهرة اليوم الجمعة بقاعة حرشة حسان (الجزائر), مكتفيا بالميدالية الفضية. ولعل أبرز الأسباب التي كانت وراء خسارة المنتخب الجزائري, هو سوء التركيز, على عكس نظيره الليبي الذي لم يترك له أي فرصة "للخضر" لتدارك التأخر في الاشواط, بحيث عرف كيف يسير المباراة لصالحه وينهي جميع الأشواط لفائدته, محققا بذلك تتويجا عن جدارة أمام منتخب البلد المنظم الذي مر جانبا. وعرفت أطوار الشوط الاول ندية كبيرة بين طرفي النهائي. فبعد البداية المتكافئة, صنع زملاء القائد, فؤاد المعروق, فارقا على النقاط المسجلة, بتقدمهم (14-10) ثم (18-15). لكن الفريق الوطني تمكن من التعديل, لتشتعل المباراة بندية كبيرة, وسط تشجيعات حماسية للجمهور الحاضر, عندما كانت النتيجة (24-24) ثم (26-26) و (28-28), غير أن الغلبة عادت لليبيا ب(31-29). وسارت المرحلة الثانية في اتجاه واحد وطغت الأخطاء من الجانب الجزائري وتضييع العديد من الكرات التي وضعت خارج الإطار مما منح التقدم من البداية لأشبال المدرب التونسي, غازي قوبعة, ببلوغهم النقطة ال10 مقابل 6 للجزائر, ليتسع الفارق الى (18-10) ثم (22-13), إلى غاية الفوز بالشوط الثاني بواقع (25-18) رغم مطالبة الطرف الجزائري في عدة مرات وقتا مستقطعا. بداية الجزء الثالث والاخير من النهائي, عرفت تسرعا من قبل الليبيين من أجل حسم الأمور مبكرا, وهو ما كلفهم انطلاقة متعثرة (3-0) ثم (4-2), لكنهم سرعان ما استعادوا توازنهم مجددا ليستعيدوا التقدم (13-9), (15-10), مما دفع بالمدرب كريمو برناوي الى طلب وقت مستقطع في عدة مرات بغية تصحيح الأمور. إلا أن الأطوار سارت لفائدة الضيوف متقدمين بكل ثبات نحو النصر (18-12), (20-14) و (22-16), لينهوا اللقاء لفائدتهم بأريحية (25-17), متوجين بالذهبية عن جدارة. في حين, يكتفي الفريق الجزائري بالميدالية الفضية وسط خيبة كبيرة لكل من الطاقم الفني واللاعبين على إثر هذه الخسارة. وصرح الناخب الوطني, كريمو برناوي عقب الخسارة "اشتغلنا منذ البداية على الميدالية الذهبية والفريق كان مركزا طوال هذه البطولة, خاصة وأنها تجرى على أرضنا وأمام جماهيرنا. أقول ان المنتخب الليبي يسحق هذا التتويج لأنه قدم أداء رائعا وعرف كيف يتحكم في اللقاء وإنهائه لفائدته. لاعبونا ارتكبوا عدة أخطاء وطغى عليهم سوء التركيز, في الارسال والاستقبال, ووقعنا في فخ السهولة وهو ما سمح لليبيا أن تلعب بكل أريحية". وافاد أيضا "الآن يجب التركيز على البطولة الافريقية المقررة بمصر سبتمبر القادم قبل الدورة التأهيلية الى أولمبياد باريس 2024". من جهته, عبر مدرب المنتخب الليبي غازي قوبعة, عن فرحته قائلا "يمكنني القول أن المنتخب الليبي كان في الموعد وخاض اللقاء بأقل الأخطاء ولعب بتركيز كبير جدا. العودة بميدالية ذهبية بعد غياب دام ست سنوات يعتبر أمرا رائعا للغاية, بالنظر الى قصر وقت التحضيرات التي لم تتجاوز الشهر فقط". وأضاف "العناصر المحترفة ايضا ساعدتنا كثيرا بتجربتها وأعطتنا الاضافة لهذا التتويج. نهدي هذه الذهبية لكل الشعب الليبي الذي كان بحاجة الى مثل هذه الفرحة. مازال مواعيد هامة بانتظارنا للظهور بوجه مشرف كهذا". أما نجم المنتخب الليبي, امحمد أبو لبابة الخبيري فقد عبر عن فرحته قائلا "أولا نهدي هذا اللقب للجماهير الليبية, إضافة الى جميع أفراد عائلتي. لقد حضرنا بشكل جيد لهذا النهائي. المنتخب الجزائري لم يتوقع ردة فعلنا كونه اعتمد على نتيجة الدور الاول عندما فاز علينا (3-0), لكننا تحسنا بسرعة وهو ما لم يتوقعه وفاجأهم مستوانا سيما درجة التركيز الكبيرة الذي تحلينا بها خلال جميع المجريات, لنفوز عليه في جميع الأشواط". هذا ونال منتخب قطر بالميدالية البرونزية بعد فوزه على الأردن (3-1) في اللقاء الترتيبي. بالمقابل, توج المنتخب الجزائري (سيدات) بالميدالية الذهبية على حساب نظيره التونسي بنتيجة 3 أشواط لصفر (25-23 و 25-23 و 25-23), في وقت سابق من نهار اليوم, وبذات القاعة (حرشة حسان). أما برونزية السيدات فقد عادت لمنتخب الأردن بفوزه على الإمارات العربية المتحدة بنتيجة (3-2: 25-23, 25-19, 22-25,19-25 و 15-13).(واج) يذكر أن المنافسة (لدى الرجال و السيدات) جرت على شكل بطولة مصغرة تأهلت على إثرها المنتخبات الأربعة الأولى للدور نصف النهائي, قبل خوض المباراة الترتيبيةوالنهائي.
