استمتع الجمهور القسنطيني سهرة اليوم الأربعاء بأداء الفرقة العالمية الصينية "سوتشيه" لمسرح الباليه، حيث تفاعل كثيرا مع العروض المقدمة بقاعة العروض الكبرى أحمد باي والتي مزجت بعناية بين هذا الفن الكلاسيكي للغة الجسد و مواضيع مختلفة من الواقع المعاش. وقد احتضن ركح قاعة زينيت بقسنطينة الجزء الأول من عروض فرقة سوتشيه للباليه في إطار الاحتفال بالذكرى ال65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين و الجزائر، على أن يتم عرض الجزء الثاني بعد يوم غد بدار أوبرا الجزائر العاصمة بوعلام بسايح، حسب ما أفاد به ل/وأج، قائد هذه الفرقة وانغ تشيوان شينغ، مشيرا إلى أن مثل هذه المناسبات تفتح المجال للبلدين من أجل تقوية العلاقات في مجال الثقافة والفن و تنظيم المزيد من العروض في المستقبل القريب. الفصل الأول من عروض هذه الفرقة المكونة من 53 راقص باليه دام 40 دقيقة و تم خلاله تقديم العرض الأول بعنوان "مطر ضبابي"، حيث قامت مجموعة من راقصات الباليه بالفساتين البيضاء بتقديم عرض افتتاحي لحركات الجسد الصامتة تظهر على شكل رذاذ متقطع و نسائم لطيفة يراها المتفرج من بعيد على شكل مدينة ضبابية يزينها صوت تساقط قطرات المطر. أما العرض الثاني بعنوان "الأرق"، فقد كان من أداء راقص واحد من الباليه بمفرده بملابس النوم يظهر فيه على ركح مظلم و حوله ديكور من مشاكل الحياة اليومية التي تأرقه و تجعله يقاوم من أجل تجاوزها وذلك على وقع موسيقى الكمان الحزينة التي تبعث على التأمل و التفكير. تواصل الحفل بعرض ثالث بعنوان "رابطة" من أداء فنان و فنانة من الباليه، حيث يصفان فيه الرابطة الموجودة بين الزوج و الزوجة و يحمل كلاهما خلال العرض حبلا مطاطيا من الطرفين يقومان تارة بشده و تارة بإرخائه على أنغام مختلفة بين الحزينة و البهيجة و هو ما يعكس التقلبات التي يمر بها الزوجان في حياتهما العائلية والاجتماعية. و عقب هذا الحفل الفني، أعربت بطلة العروض، سو يولين عن إعجابها الكبير بتفاعل الجمهور مع أداء راقصات الباليه الذي كان على وقع سنفونيات من الموسيقى الكلاسيكية العالمية لاسيما خلال عرض "بحيرة البجع"، مشيرة إلى أنها سعدت باستمتاع العائلات الحاضرة بأداء الفرقة الذي يجمع بين الموضوع الهادف والموسيقى الراقصة و كذا الانسجام و الدقة في الرقص على أصابع القديمين و خفة الجسم و اليدين.