دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني, رئيس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي, ابراهيم بوغالي, اليوم الإثنين بالجزائر العاصمة, برلمانات الدول الأعضاء إلى تقديم "بند طارئ" خلال الدورة المقبلة للاتحاد البرلماني الدولي, بهدف استصدار قرار يدين المساس بالمقدسات والرموز الدينية ويجرمه. وفي مداخلته, عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد, خلال اجتماع لرؤساء برلمانات اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي, خصص لدراسة سبل منع الممارسات المشينة لقيم التسامح والاعتدال والمتمثلة في حرق المصحف الشريف, أعرب السيد بوغالي, عن "تنديده واستنكاره من تجدد التصرفات الدنيئة التي تستهدف أسمى مقدساتنا وهو المصحف الشريف تحت مسمى حرية التعبير". وأشار في ذات السياق إلى أن "ما أقدم عليه بعض المتطرفين تحت حماية الشرطة في بعض الدول الاوربية من حرق للمصحف الشريف, استفزاز لمشاعر المسلمين وتكريس للكراهية والتطرف والعنف, كما يعد أيضا امتحانا لمدى تضامننا وقدرتنا على الاتحاد لنصرة ديننا". واسترسل قائلا في هذا الصدد "وإذ نسجل الاعتذار المتأخر لكل من حكومتي السويد والدانمارك واعلانهما عن اعادة النظر في قوانينهما لتفادي تكرار هذه الممارسات, وكذا تبني مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة قرارا يدين حرق المصحف الشريف ووصفه بالعمل الاستفزازي الذي ينتهك أعراف حقوق الانسان الدولية, فإننا مطالبون باتخاذ إجراءات ملائمة لمنع مجرد التفكير في هذه السلوكيات في المستقبل, وهو ما يؤكد أكثر من أي وقت مضى الحاجة الملحة للتضامن والوقوف صفا واحدا في وجه هذه التصرفات الشنيعة من خلال تعزيز العمل متعدد الاطراف لاستصدار قرارات وتشريعات تجرم المساس بالمقدسات الدينية وتكفل عدم تكرار انتهاكها وتحاسب مرتكبيها وتمنع تحول هذه الممارسات الشاذة إلى نمط إجتماعي مقبول في الاوساط الشعبية والرسمية الغربية". واقترح رئيس المجلس في هذا السياق, "تقديم بند طارئ للدورة المقبلة للاتحاد البرلماني الدولي, لاستصدار قرار يدين المساس بكل المقدسات والرموز الدينية ويجرم هذا الفعل المشين", مهيبا بالجميع " لتنسيق الجهود والعمل على تقديم هذا المقترح باسم كل من المجموعة البرلمانية الأفريقية, الآسيوية والعربية". وبخصوص هذا الاجتماع, لفت السيد بوغالي إلى أنه يأتي في اطار تجديد سنة التشاور حول المواضيع التي تهم الامة الاسلامية بهدف الوقوف على التطورات والعمل سويا لاحتواء آثارها على امننا الفكري والديني. ومن جهة أخرى, أثار السيد بوغالي مسألة "تداعيات التغيرات المناخية ومخاطر الكوارث الطبيعية كمسألة فرضت نفسها --كما قال --وأضحت موضوع الساعة, والتي تزايدت وتيرتها في السنوات الأخيرة وتفاقمت آثارها كما هو بالنسبة للدمار الكبير الذي لحق بمدينة درنة الليبية", مضيفا أن "العلماء باتوا يدقون ناقوس الخطر من واقع مناخ اكثر تعقيدا نتيجة السلوك البشري وبالاخص سلوك الدول الغنية التي لم تف بتعهداتها في خفض الانبعاثات الحرارية, وهو ما ترتب عنه ارتفاع درجات الحرارة الذي يؤدي إلى شح المياه ونقص الغذاء العالمي وارتفاع الكوارث الطبيعية والحرائق". وأبرز في هذا الصدد ضرورة وضع آليات واستراتيجيات مبتكرة وتوظيف نتائج البحوث العلمية المتقدمة, إلى جانب التفكير في مبادرات عملية ملموسة لتفعيل منظومة القيم السامية لديننا الحنيف, على غرار اشراك علماء الدين ضمن مبادرات مواجهة التغير المناخي لتوعية المسلمين بالتزام الدين والاخلاق لصون الحياة على كوكب الارض. ودعا برلمانات اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي الى "المساهمة في اتخاذ المبادرات التي تصب في التقليل من آثار التغيرات المناخية وحث حكوماتها على مرافعة قوية حول الانعكاسات الخطيرة لهذه الظاهرة في قمة الامارات العربية المتحدة ديسمبر القادم".