أوضح الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إياد جودة، أن الكيان الصهيوني معروف عليه عدم إحترامه لأي إتفاق وقد يعود في أي لحظة إلى إغتيال أو إعتقال المدنيين والأسرى المحررين في إطار إتفاق الهدنة الإنسانية بينه وبين المقاومة الفلسطينية بغزة. و شدد المحلل السياسي في حديث ل/واج على ضرورة أن تقف الدول الراعية لاتفاق الهدنة (قطر, مصر والولايات المتحدةالأمريكية) على مدى احترامه من عدمه من قبل الكيان الصهيوني و أن تضع بندا بعدم تعرض هذا الأخير للأسرى المحررين مرة أخرى, خاصة في حال عودة العدوان على قطاع غزة. و أشار إلى أن هناك دائما "تخوفات كثيرة" من عدم احترام بنود اتفاق الهدنة, فالكيان الصهيوني "معروف عليه عدم احترامه لأي اتفاق, و بالتالي يمكن في أي لحظة من اللحظات أن يعود إلى اغتيال أو اعتقال المدنيين أو الأسرى المحررين". و في تقييمه لليوم الأول من الهدنة الإنسانية التي دخلت حيز التنفيذ أمس الجمعة, أوضح إياد جودة أن "الأمور سارت على ما يرام وبشكل جيد في عدة مناطق, وتميز بالحدث الأبرز وهو إطلاق سراح عديد الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال", لافتا الى أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة كان في أمس الحاجة لهاته الخطوة الإنسانية من أجل دفن الشهداء والبحث عن المفقودين تحت الأنقاض والحصول على المساعدات والوقود لإعادة تشغيل المستشفيات. و أضاف أن الأطراف الراعية لاتفاق الهدنة الإنسانية بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني تعمل بشكل حثيث على تمديده لستة أيام أخرى, كما تعمل على تكثيف اتصالاتها من أجل تحويله إلى اتفاق وقف إطلاق النار شامل وكامل ودائم. و قال المحلل السياسي: "دعونا منذ بداية العدوان ومنذ بداية الحديث عن الهدنة والتهدئة إلى أنه لا يجب التوصل إلى هدنة فقط و إنما ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل وهذا ما يحتاجه الفلسطينيون". و أشار إلى أنه في الوقت الذي تسعى عدة أطراف لتمديد الهدنة الإنسانية, يتعامل في مقابل ذلك جيش الاحتلال الصهيوني "بمزيد من التهديد والوعيد بأنه سيعود للعدوان بعد انقضائها, كما يسوق فكرة أن هذه الهدنة هي فقط لإخراج الرهائن وبعد ذلك سيستمر في جرائمه و انتهاكاته في القطاع". و اعتبر السيد جودة أن مسألة تمديد الهدنة الإنسانية من عدمها يتحكم فيها أيضا "الوضع الداخلي المتأزم" في الكيان الصهيوني, مضيفا أن من يسمى رئيس حكومة الاحتلال, نتنياهو, "يتجه إلى الطرح المتعلق بمزيد من العدوان في حق الشعب الفلسطيني من أجل ترميم صورته السياسية أمام صوت الشارع المحلي الذي بات يضغط على جميع الأصعدة خاصة فيما يخص ملف الأسرى". و كشف المتحدث أن مدة الهدنة الحالية "غير كافية للملمة جروح الشعب الفلسطيني في غزة ولمعرفة حجم الدمار وترميم ما خلفه العدوان", مؤكدا أن "حجم الدمار هائل جدا والصورة التي تشاهد عبر الفضائيات ليست معبرة بالقدر الكامل عما يوجد في الميدان و لا تبرز الحقيقة الكاملة لبشاعة ما اقترفه الاحتلال, مقارنة بما يرى بالعين المجردة", فلا يمكن القول, كما أوضح, إلا أن "غزة أبيدت, ولا يمكن حتى التعرف على المعالم الموجودة بها نظرا لهول الدمار".