تشكل الندوة ال47 للتنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي (أوكوكو)، المزمع تنظيمها يومي الجمعة والسبت المقبلين بمدينة طليطلة (اسبانيا)، فرصة للمشاركين لتجديد دعمهم لهذا الشعب المضطهد، في ظرف خاص يتميز بتكثيف الكفاح في ارض الميدان من اجل انتزاع استقلال الصحراء الغربية. وضمن المسائل التي سيتم مناقشتها خلال هذه الندوة، يوجد تعزيز الدولة الصحراوية و مسالة حقوق الإنسان و كذا المعركة القانونية ضد نهب الموارد الطبيعية الصحراوية من قبل الاحتلال المغربي. وأوضح المنظمون أن اللقاء الذي سيجري تحت شعار "الاستقلال هو الحل الوحيد"، سيتطرق أيضا إلى آخر الأحداث المتعلقة بالصحراء الغربية و يحدد الخطوط العريضة للعمل لسنة 2024، مع مقاربة شاملة و سيناقش التحديات التي سيجب على حركة التضامن مع الشعب الصحراوي أن ترفعها. كما تمت الإشارة، إلى انه ينتظر أن يشارك في هذا الحدث، حوالي 300 مشارك من بينهم ممثلين عن الحكومات المعترفة بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، و نواب و منتخبين أوروبيين، و منظمات سياسية و نقابية و جمعيات صداقة مع الشعب الصحراوي، و منظمات غير حكومية و قانونيين و شخصيات في المجال الثقافي. وعلاوة على اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي، ستكون الجزائر ممثلة بوفد يتكون من أعضاء من غرفتي البرلمان، و ممثلين عن الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج. كما يجذر التذكير، بان الندوة ال47 للتنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي (أوكوكو)، التي تعتبر إحدى أهم اجتماعات التضامن مع الشعب الصحراوي في العالم، بدون توقف منذ سنة 1975، و هي سنة بداية النزاع في الصحراء الغربية، و تعقد سنويا في مدينة أوروبية مختلفة. كما تعد فضاء للتفكير و التحليل و التنسيق، و التي تسهم في تسليط الضوء على القضية الصحراوية، بهدف السماح للشعب الصحراوي بممارسة حقه الفعلي في تقرير المصير و الاستقلال. ===الشعب الصحراوي مصر على افتكاك استقلاله=== وتأتي الندوة ال47 للتنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي (أوكوكو)، في ظرف خاص يتميز بعزم جبهة البوليساريو الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، على تكثيف الكفاح ميدانيا من اجل افتكاك استقلال الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في افريقيا. وكانت القيادة العامة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي، قد استعرضت خلال الاجتماع برئاسة الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، في 12 نوفمبر الأخير، آخر تطورات المسالة الصحراوية و الجهود المبذولة "لتسريع وتيرة تصعيد المعارك" ضد قوات الاحتلال المغربي. وكان المشاركون في هذا الاجتماع قد نوهوا بالعمليات "النوعية و المتنامية" التي شنها الجيش الصحراوي ضد قوات الاحتلال، و كذا "فعالية حرب الاستنزاف". كما سيناقش المشاركون في طليطلة، المعارك القائمة أمام الهيئات القضائية الأوروبية، التي يشنها الشعب الصحراوي ضد نهب موارده الطبيعية من قبل المحتل المغربي. وكانت محكمة الاتحاد الأوروبي، قد حكمت في سبتمبر 2021، لصالح جبهة البوليساريو حيث تعتبر اتفاق الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي و المغرب، قد ابرم بدون موافقة شعب الصحراء الغربية. كما قام المجلس و المفوضية الأوروبية، بتقديم استئناف في شهر ديسمبر من نفس السنة، و كان هذا الاتفاق الذي مدته 4 سنوات و انتهت صلاحيته في شهر يوليو الأخير، يخضع حاليا لإجراءات قضائية أمام محكمة العدل الأوروبية من اجل الحيلولة دون تمديده. وتشكل الندوة أيضا "فرصة فريدة من شانها المساهمة في توجيه الاستراتيجيات والافكار الرامية الى ارغام الشركات العمومية و الخاصة بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، على وضع حد لهذه الممارسات غير القانونية و غير المشروعة"، يضيف المنظمون. في هذا الصدد، أكد ممثل جبهة البوليساريو في سويسرا و لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، ابي بوشرايا بشير، على ان محكمة العدل الأوروبية ستعلن عن النتائج المتعلقة باتفاقات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و المغرب، والموسعة بشكل غير قانوني لتشمل الصحراء الغربية المحتلة، في 21 مارس 2024.