أكد عضو الأمانة الوطنية، ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة والمنسق مع المينورسو، سيدي محمد عمار، أن سبب حالة جمود عملية الأممالمتحدة للسلام في الصحراء الغربية يكمن في غياب الإرادة السياسية لدى دولة الاحتلال المغربية للتقدم باتجاه الحل العادل والدائم وتقاعس مجلس الأمن الدولي. وفي حوار مطول مع التلفزيون الوطني الصحراوي، أوردته وكالة الانباء الصحراوية، أشار سيدي محمد عمار إلى أن ما يقوم به جيش التحرير الشعبي الصحراوي من هجمات متواصلة على جحور قوات الاحتلال المغربي هو الرد المباشر على "شروط" دولة الاحتلال وبخاصة تلك المتعلقة بوقف إطلاق النار. وأشار الى أن استئناف الشعب الصحراوي لكفاحه المشروع في 13 نوفمبر 2020 يبقى هو عنوان المرحلة وإطار الفعل الوطني الصحراوي الذي رسمه شعار المؤتمر السادس عشر للجبهة، فضلا عن كونه الإطار العام للتعامل مع عملية الأممالمتحدة للسلام بمختلف أبعادها السياسية والميدانية. وعن سؤال حول التطورات التي قادت إلى استئناف الشعب الصحراوي لكفاحه المسلح يوم 13 نوفمبر 2020، ذكر الدبلوماسي الصحراوي بقرار إعادة النظر في المشاركة في عملية الأممالمتحدة للسلام الذي أتخذه الطرف الصحراوي بتاريخ 30 أكتوبر 2019 والذي كان قرارا غير مسبوق ومفصليا أعلن من خلاله الشعب الصحراوي القطيعة التامة مع مسار كان هدفه وما يزال هو الإبقاء على الوضع القائم، فضلا عما اعترى هذا المسار من انحرافات خطيرة عن الاتفاق الأصلي المتمثل في خطة التسوية الأممية الأفريقية. وأضاف في هذا الإطار أن قرار إعادة النظر ساهم في الدخول في مرحلة جديدة من تصعيد حدة الكفاح الوطني والمواجهة مع الاحتلال المغربي، التي كان أول فصولها المظاهرات الشعبية السلمية والعفوية التي جرت في مناطق مختلفة من التراب الوطني المحرر، بما فيها الاعتصام الجماهيري في منطقة الكركرات المحررة، التي قادت كلها إلى قرار استئناف الكفاح المسلح على إثر خرق دولة الاحتلال المغربية لوقف إطلاق النار واحتلالها غير الشرعي لمزيد من التراب الوطني يوم 13 نوفمبر 2020. وفي السياق، أكد سيدي محمد عمار على أن الشعب الصحراوي مؤمن بعدالة قضيته و ملتف بقوة حول كفاحه التحريري ومتمسك بشدة بحقوقه الثابتة وغير القابلة للتصرف أو المساومة أو التقادم في تقرير المصير والاستقلال وكذا الدفاع عن تلك الحقوق بكل الوسائل المشروعة. وفيما يخص جلسة مشاورات مجلس الأمن الأسبوع القادم، أكد ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة والمنسق مع المينورسو على أنه، وبالرغم عما قد يصدر عن المجلس من قرارات أو إجراءات اليوم أو غدا، فإن الميدان كساحة للاشتباك المباشر مع الاحتلال وكمجال للفعل والمقاومة في الأراضي المحتلة يبقى هو العنصر الوحيد الكفيل بخلق وتعزيز ميزان القوة الضامن لتحقيق تطلعات الشعب الصحراوي المشروعة في الحرية والاستقلال.