اعتبر الخبير والأستاذ في جامعة سكيكدة, علي مفتاح, أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة, أن إدماج الطاقة النووية في مزيج طاقوي وطني متوازن و متنوع يعد حلا مستداما من شأنه مرافقة التحول الطاقوي. وخلال ندوة متبوعة بنقاش حول مكانة الطاقة النووية في المزيج الطاقوي الجزائري المستقبلي, نظمتها الاكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات بحضور رئيسها, محمد هشام قارة, أشار السيد مفتاح أن إنتاج الكهرباء انطلاقا من القطاع النووي المدني يجب ان يعتبر كخيار تكميلي يدرج المزيج الطاقوي الوطني إلى جانب الطاقات المتجددة و الغاز "التي تبقى ضرورية". وأضاف السيد مفتاح الذي يعد أيضا عضو مؤسس للأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات أنه "بفضل التقدم التكنولوجي و معايير السلامة الصارمة, أصبحت الطاقة النووية تمثل خيارا مستداما بغية تعزيز الامن الطاقوي للجزائر ودعم تطورها الاقتصادي". ويرى الخبير ان إدراج الطاقة النووية تدريجيا في المزيج الطاقوي الوطني من خلال انشاء محطة نووية في الجزائر يوفر مزايا "معتبرة", مشيرا إلى أنه علاوة على تنويع المزيج الطاقوي و توفير مصدر ثابت و مستمر للكهرباء, سيسمح بالتحكم في التكنولوجيا النووية المطبقة في مجالات مختلفة (الصناعة, الطب, تحلية مياه البحر...). ومن المزايا الأخرى للطاقة النووية, أشار السيد مفتاح إلى أن هذه العملية تساهم في تعزيز الفعالية الطاقوية حيث أن كمية معينة من الوقود النووي تنتج ما بين 15.000 إلى 20.000 مرة أكثر من الطاقة مقارنة بنفس الكمية من النفط أو الفحم. وأوضح بالقول: "مثل أي محطة حرارية أخرى تعد المحطة النووية مجرد سخان يغذى بوقود وهو اليورانيوم لتدفئة الماء وتحويله إلى بخار". كما ذكر البروفيسور مفتاح بعض مزايا الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء, مضيفا أن هذه العملية لا تولد غازات دفيئة وتسمح بإنتاج الكهرباء بشكل مستمر بخلاف الطاقات المتجددة وبتكاليف تشغيل منخفضة. أما بالنسبة لعيوب هذا النوع من الطاقة, أوضح المتحدث أن الطاقة النووية تتطلب استثمارات ضخمة في إرساء البنى التحتية المتخصصة, علاوة على إن تسيير النفايات المشعة لا تزال "تحديا كبيرا" يتطلب حلولا للتخزين على المدى الطويل.