أثارت الزيارة التي قام بها وفد من الصحفيين المغاربة أول أمس الاثنين, الى الكيان الصهيوني في اطار مسار التطبيع الذي يتجذر يوما بعد يوم وعلى مختلف المستويات بين المخزن والكيان المحتل, غضبا وسخطا واسعين, وسط الحقل الإعلامي والنشطاء المغاربة, سيما وأن الزيارة تأتي في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية الوحشية في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة و في لبنان. وقد ندد عدد من الصحفيين والنشطاء المغاربة المعارضين للتطبيع مع الكيان الصهيوني بهذه الزيارة, التي تصنف في خانة "التطبيع الإعلامي" الذي "تصر عليه فئة قليلة من الصحفيين المغاربة". وفي هذا السياق, استنكرت مجموعة "إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع", "بشدة" هذه الزيارة التي تعد "تعبيرا صارخا عن تدهور القيم الإنسانية لدى هذه الفئة, وتجرد من المبادئ النبيلة التي يجب أن تميز مهنة الصحافة". وأكد الإعلاميون المغاربة في بيان على موقفهم "الثابت والمبدئي, الذي يعبر عن الأغلبية الساحقة من الجسم الإعلامي المغربي, والعديد من المنظمات الحقوقية والنقابية والقوى الشعبية المغربية, بإدانة ورفض التطبيع مع هذا الكيان المجرم". وعبرت ذات المجموعة عن رفضها لما أسمته ب"محاولات الاختراق", معتبرة أن هذه الزيارة "محاولة بائسة لإحداث اختراق في موقف الشعب المغربي, وموقف الجسم الصحافي بصفة خاصة من القضية الفلسطينية" و أن "هؤلاء الصحفيين لا يمكنهم أن يدعوا تمثيل الشعب المغربي أو الصحافيين المغاربة". من جهته, كتب موقع "بديل أنفو" المغربي في مقال : "عكس التيار الشعبي العام في المغرب الذي يناصر القضية الفلسطينية ويقاطع كل ما له علاقة بالكيان الصهيوني, على خلفية حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني في غزة وامتدادها للشعب اللبناني الذي يعيش على إيقاع الإرهاب" الممارس من طرف من يسمى "نتنياهو", حل وفد من الصحافيين المغاربة لدى الكيان الصهيوني مساء الاثنين "تلبية لدعوة من اليمين المتطرف". كما تطرق موقع "كود" الإلكتروني الى زيارة الوفد الاعلامي المغربي التي تدوم خمسة أيام والذي يضم مجموعة من الصحافيين من القطاعين العام والخاص وعددهم ثمانية. وامتدت نار الغضب ازاء زيارة الوفد الاعلامي المغربي الى الكيان الصهيوني إلى منصات التواصل الاجتماعي من خلال تدوينات ساخطة ومنتقدة لمسار "التطبيع الإعلامي" الذي يسير فيه بعض المهنيين المحليين. وفي هذا السياق, هاجم السياسي والناشط الحقوقي المغربي يوسف بوستة, الوفد الاعلامي, عبر تدوينة قال فيها : "وفد من الصفحجية المخاربة يتوجهون (إلى الكيان الصهيوني) من أجل التزود ب(ما يسمى) +الشيكل+, لأن الحشيش لم يعد يعطي أي مفعول". ويقصد يوسف بوستة من خلال استعمال مصطلح "الصفحجية" وأيضا "المخاربة" بأن هؤلاء الصحفيين المطبعين "يمارسون التخريب, وليسوا مغاربة بمعنى الدفاع عن المبادئ التي يصونها الشعب المغربي". بدوره, وصف الناشط المغربي حسين مجدوبي في تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي, زيارة وفد صحفي مغربي للكيان المحتل "بدعوة من السفاح نتنياهو الذي أغلق غزة إعلاميا وقتل" أكثر من 180 صحافيا فلسطينيا, بأنها "جريمة بكل المقاييس".