نظمت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق, مساء أمس الجمعة بالجزائر العاصمة, بالتعاون مع محافظة الطبعة ال27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب, ندوة تحت عنوان "الذاكرة وعظمة الثورة, بين الوفاء واستدامة التشييد" تم التأكيد خلالها على ضرورة كتابة تاريخ ثورة نوفمبر 1954 المجيدة بأقلام جزائرية ونقلها وفق مقاربات منهجية تتناسب مع الأجيال الشابة. ونشط هذه الندوة, التي جاءت تزامنا مع إحياء الذكرى السبعين لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة, والتي احتضنتها قاعة ندوات الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير (صافكس) بحضور جمهور غفير, مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر, حسين عبد الستار, ومدير متحف المجاهد, الياس نايت قاسي. وفي هذا الإطار, أشار مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر إلى أهمية تسليط الضوء على التاريخ بجميع أبعاده في المجتمع, من خلال تعليم نوعي يعتمد على "مناهج تربوية جديدة" تأخذ بعين الاعتبار "المعرفة" و"الهوية", اللذان يشكلان عاملين حاسمين في "إثارة الاهتمام بين الشباب خاصة وفي المجتمع بشكل عام". من جانبه, أشار مدير متحف المجاهد إلى أن "ثورتنا قد ألهمت جميع شعوب العالم التواقة إلى الحرية", مشددا على أن "نقل صمود الشعب الجزائري في مواجهة الاحتلال الفرنسي وبطولة الثوار الجزائريين يعد أمرا بالغ الأهمية". كما أشار السيد نايت قاسي إلى أن نقل التاريخ والذاكرة يجب أن يتم بطريقة مناسبة, تراعي ذهنيات شباب اليوم في عهد الرقمنة ووسائل التواصل الاجتماعي, من أجل "إثارة الاهتمام واليقظة اللازمة, التي ستجعل من الشباب الجزائري اليوم الدرع الأول الذي يضمن الأمن السيبراني للجزائر ضد أي هجوم". كما أوصى المحاضران باستخدام التكنولوجيا الحديثة والتقنيات الرقمية الحالية في كتابة وابراز التاريخ عبر وسائل مرئية يسهل الوصول إليها من قبل الشباب. وتختتم, اليوم السبت, فعاليات الطبعة ال27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب, التي تحيي الذكرى ال70 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة, وذلك بعد نشاط فكري وتجاري مكثف حول الكتاب وتنظيم العديد من الندوات واللقاءات الموضوعاتية, بمشاركة 1007 ناشر من 40 دولة على غرار دولة قطر "ضيف شرف" هذه الطبعة.