تحدّث الدكتور محمد رشيد ميلود ل"المساء" عن تجربته في ترجمة أعمال روسية تناولت سيرة وحياة الأمير عبد القادر وعن الجزائر قديما وحديثا، فقال إنّه عطف على ترجمة هذه الأعمال من الروسية إلى العربية لأنه "شوفيني ووطني"، يحب وطنه حبا جما ويسعى إلى نقل ما كُتب عنه والذي بقي مجهولا لسنوات طوال بروسيا. في هذا السياق، تطرّق الدكتور إلى أوّل كتاب ترجمه من اللغة الروسية إلى العربية، وهو للكاتب والعالم الروسي يولي أوغانسيان ضمن سلسة أعظم الشخصيات في العالم التي تنشرها دار النشر المملوكة للكاتب ماكسيم غوركي، وقد نشرت عام 1968 كتابا عن الأمير عبد القادر الذي يعتبر أوّل شخصية عربية ومسلمة ضمتها هذه السلسلة التي تناولت لحدّ الآن حوالي 1900 شخصية عظيمة. وأضاف أنّه تم طبع مئة ألف نسخة من هذا الكتاب، الذي ترجمه الى اللغة العربية تحت عنوان "السيرة الروسية للأمير عبد القادر..من البادية إلى الدولة"، يضمّ عدّة فصول حول الاستشراق وعلم الاجتماع وعلم التاريخ، ويفنّد بعض التهم الباطلة التي ألصقت بالأمير، وأكّد محدّث "المساء" أنّ الهدف من الترجمة هو توطين المعرفة وتعزيز تاريخنا المجيد، ليقوم بترجمة كتب أخرى من الروسية إلى العربية، من بينها أيضا كتاب "دولة الأمير عبد القادر الجزائري..حسب الرواية الروسية" الذي كتبته ناتاليا خيميلوفا، وقال إنّه بترجمته هذه أنقذه من الضياع، وقد تحصّل على تراخيص ترجمته من ثلاث جهات. بالمقابل، أشار المتحدّث إلى أنّ اهتمام الروس بالكتابة عن الأمير عبد القادر، يعود أيضا إلى صداقة الأمير مع الإمام شامل من القوقاز الذي حاول أن يحاكي الأمير وكانت له مراسلات معه، لينتقل في حديثه إلى تخصّصه المتمثّل في توطين المعرفة والذي مكّنه من اصدار 18 كتابا من بينها معاجم متخصّصة، واحدة منها أنجزها رفقة وزير التعليم العالي والبحث والعلمي البروفسور كمال بداري الذي قال إنّه أفضل جزائري يجيد اللغة الروسية. وأنه بتعامله معه حاول مزاحمة العلماء. وتابع أنّ له كتابا في تقانة الصغائر أو نانو تكنلوجي حوسبة يُدرّس بجامعتين حكوميتين روسيتين، مشيرا الى استحالة تطور أي دولة بدون توطينها للمعرفة. كما اعتبر نفسه أوّل جزائري يترجم تاريخنا من اللغة الروسية الى اللغة العربية لتصدر له لحد الساعة خمس ترجمات صدرت عن دار "الوعي". في إطار آخر، قدّم محمد رشيد ميلود مخطوط ترجمته الأولى لصديقه الدكتور محمد دومير لأنّه معجب بالمحتوى الذي يقدّمه وكذا لتخصّصه في التاريخ، ليكون بذلك أوّل من قرأ المخطوط قبل أن يتحوّل إلى كتاب، وفي هذا قال دومير ل"المساء"، إنّه صدم بقراءته للمخطوط المترجم عن نص روسي كٌتب في زمن بعيد جدا وظلّ حبيس الأدراج الروسية، ليخرج إلى اللغة العربية بأفكار ورؤى جديدة لم يتطرّق إليها النصّ العربي ولا نظيره الفرنسي، مضيفا أنّ من كتب عن الأمير، جزائريون وفرنسيون لنكتشف كتابات بالروسية كانت غائبة عنا، وبرزت من خلال ترجمات الدكتور محمد رشيد مليود الذي أوضح تفاصيل مهمة وملهمة وزوايا جديدة عن الأمير عبد القادر . وأكّد دومير إعجابه الشديد بقيمة معلومات الكتاب وكذا مدى احترافية الترجمة، معتبرا نفسه مترجما مبتدئا فهو يترجم شفهيا نصوصا باللغتين الفرنسية والانجليزية إلى الدارجة حتى يوصل الفكرة إلى الجمهور، لكن أن يترجم المترجم نصا الى اللغة العربية بشكل رزين ويعادل العبارة التي أرادها الكاتب الروسي، فهو إبداع من المترجم .