يطمح المنتخب الوطني الجزائري لكرة اليد (رجال) في خرجته العالمية السابعة عشرة إلى تحقيق أفضل مشوار له في تاريخه, و ذلك خلال المونديال التاسع و العشرين للكرة الصغيرة التي تستضيفها كل من الدانمارك و كرواتيا و النرويج خلال الفترة الممتدة من 14 يناير - 2 فبراير 2025. فالسباعي الجزائري, المتواجد ضمن المجموعة الثانية رفقة منتخبات الدانمارك و إيطاليا و تونس والتي سيلاقيها على التوالي, يدرك جيدا بأن المهمة ستكون صعبة للغاية, لتحقيق انتصار واحد على الأقل يفتح له باب الدور الرئيسي من المنافسة على مصراعيه. و يسعى "الخضر" إلى تحقيق مشوار أحسن من ذلك الذي أدوه في مونديال-2023 بالسويد و بولونيا, عندما اكتفى بالمركز ما قبل الأخير بفوز وحيد حققه في المباراة الأخيرة للدورة أمام منتخب الأوروغواي بنتيجة (34-33), مقابل تسجيله لست هزائم في مرحلة المجموعات و كأس الرئيس. و حسب الإحصائيات المسجلة في النسخ الثلاث الأخيرة للمنافسة العالمية (قطر-2015, مصر-2021, و بولونيا/السويد-2023), سجلت التشكيلة الوطنية انتصارين من أصل 20 مباراة, وهو ما سيجعل اللاعبين أمام حتمية رفع التحدي في خرجتهم الجديدة, بالاعتماد بالدرجة الأولى على خبرة و حنكة عدد من العناصر التي ساهمت بقسط وافر في التأهل للموعد العالمي الجديد, بفضل مركز الوصافة المحرز في شهر يناير 2024, عندما بلغت لمباراة النهائية لبطولة إفريقيا للأمم-2024, قبل أن تتعثر أمام المنتخب المصري منظم الدورة (21-29), و هي الهزيمة الأولى بعد خمسة انتصارات متتالية. وأفرزت قرعة مونديال 2025 عن برمجة أول مباراة لرفاق اللاعب المتألق, أيوب عبدي, في هذه الدورة ضد العملاق العالمي منتخب الدانمارك, بطل العالم للدورات الثلاثة الأخيرة, و المرشح القوي للتتويج بلقب رابع تواليا, لا سيما و أنه يلعب بميدانه بقاعة ''يسك بتنك بوكسيتغ'' بمدينة هرنانق الدانماركية أمام جماهيره, وهي المباراة التي يسعى خلالها أصحاب اللونين "الأخضر و الأبيض" إلى رفع التحدي من أجل تحقيق نتيجة إيجابية قبل خوض المباراتين المواليتين أمام إيطاليا ثم تونس المهمتين أيضا للتأهل للدور الرئيسي. و استعدادا لهذا الحدث العالمي, أجرى أشبال المدرب الوطني فاروق دهيلي تربصا أخيرا في كرواتيا وضع خلاله اللمسات الأخيرة على التشكيلة الوطنية التي خاضت ثلاث مباريات ودية أمام منتخب سلوفينيا أسفرت عن فوز هذا الأخير (37-32), قبل أن يتعادل "الخضر" أمام كوبا (33-33) و يفوزوا على قطر (27-25). و بخصوص التعداد المطالب بالدفاع عن الألوان الوطنية, تتوفر الجزائر على مجموعة تجمع ما بين الخبرة و الشباب, على غرار المدافع الأيمن أيوب عبدي, الذي تألق بشكل لا فت مع نادي نانت الفرنسي, في منافسة رابطة الأبطال الأوروبية مسجلا 22 هدفا, بالإضافة إلى 30 هدفا في البطولة الفرنسية, حيث يتوفر على معدل 79ر2 هدفا في المباراة الواحدة. إلى جانب عبدي, يوجد عنصران آخران تألقا وطنيا قبل الاحتراف في أوروبا و هما المدافع مسعود بركوس (34 سنة) و الحارس خليفة غضبان (28 سنة), الذي ينشط حالبا مع نادي إيرلنجان في البطولة الألمانية و هشام داود و مصطفى حاج صادوق و إسلام كعباش. فالحارس غضبان الذي يدافع عن عرين التشكيلة الوطنية منذ 2016 و عمره آنذاك (20 سنة), يعتبر من بين أحسن حراس المرمى الذين انجبتهم كرة اليد الجزائرية, على غرار الهاشمي , بوسبت, أوشية و غيرهم, حيث تقمص ألوان العديد من الأندية, على غرار مولودية الجزائر, قبل الانتقال إلى أوروبا حيث لعب لأندية إسبانية و مقدونية و رومانية ليستقر به المطاف في ألمانيا مع نادي إيرلنجان. و عن حظوظ الجزائر في هذا الموعد العالمي المتجدد, يرى غضبان أن المباريات ستكون صعبة جدا أمام العملاق العالمي الدانمارك الذي يتوفر على تقاليد عريقة في هذه الرياضة, بينما يأمل في رفع التحدي أمام منتخبي إيطاليا و تونس و كله أمل في بلوغ الدور الرئيسي. يذكر أن المغامرة الدولية للخضر في بطولة العالم انطلقت عام 1974 و تواصلت بصورة منتظمة, حيث حققت أفضل نتيجة لها في دورة-2001 بفرنسا باحتلالها المركز الثالث عشر من أصل 24 منتخبا. و خلال مشاركاتهم ال-16 في المونديال, لعب "الخضر" 98 مباراة حققوا خلالها 19 انتصارا و 11 تعادلا و 68 هزيمة. وتم توزيع المنتخبات ال 32 المتأهلة لمونديال-2025 على 8 مجموعات تضم كل مجموعة 4 منتخبات, حيث تتأهل المنتخبات الثلاثة الأولى للدور الرئيسي, بينما تلعب المنتخبات الأخرى منافسة كأس الرئيس.