توج مساء يوم السبت الفنان الصاعد، العربي كراغل، بالجائزة الأولى لمهرجان الموسيقى والأغنية السطائفية لمدينة سطيف والذي إختتمت فعالياته في أجواء بهيجة مفعمة بالحماس والحيوية بقاعة الحفلات لحظيرة التسلية بمدينة سطيف. وعبر المتوج بهذه الفعاليات عن إعتزازه بهذا الإنجاز الذي يكتسى كما قال، طابعا معنويا كبيرا بعيدا عن جانبه المادي. وأعلنت لجنة تحكيم المهرجان على لسان رئيسها الأستاذ والناقد حمال غريب عن منح الجوائز الأخرى للمهرجان لكل من الفنانين الصاعدين رياح إبتسام وباشا مأمون ونسيم داهل وباشا عماد كما تم منح جائزة خاصة للجنة التحكيم إلى الفنان الشاب فاروق دهيليس. وتتراوح قيمة الجوائز المالية للمهرجان الذي كان إنطلق يوم 24 أكتوبر الجاري بمشاركة 33 فنانا هاويا في الأغنية السطائفية مابين 50 ألف و300 ألف د.ج حسبما صرح السيد محمد زتيلي محافظ المهرجان ل"وأج". وسجلت لجنة التحكيم بالمناسبة في توصياتها التي قرأت أمام الجمهور الغفير الذي إمتلأت به القاعة إحترام الفنانين المشاركين للطابع الأصيل للأغنية السطايفية مع أنها لاحظت ضعفا في المبادرة بالبحث الخاص بالتعديلات الموسيقية والميلوديا. وأشار محافظ المهرجان في كلمته أمام الحاضرين إلى "النجاح الكبير الذي حظيت به الفعاليات من حيث اقبال الجمهور ولا سيما منه الشباب" خاصة وأن الطبعة الثالثة منه تنتظم تحت شعار " الأعنية السطائفية يحتضنها الشباب" والذي عليه كما أضاف السيد محمد زتيلي "مواصلة المشوار وحمل مشعل الأغنية السطائفية مستقبلا". وشهد الحفل الختامي تقديم المتوجين لمقاطع من الأغاني التي شاركوا بها في سهرات المهرجان وذلك وسط أجواء مفعمة بالألوان والحماس من لدن الشباب والعائلات الحاضرة كما ترددت في أجواء القاعة زغاريد "حزائر مدينة عين الفوارة وسطيف العالي". وتميزت السهرة أيضا بتكريم رئيس لجنة الحفلات بسطيف الفنان سمير بوخريسة إلى جانب عميد الفنانين السطائفيين سمير بلخير الذي أدى أغنية من أغانيه بالمناسبة عكست قوة صوته ودفء حنجرته رغم كبر سنه كما صعد قبله ركح قاعة الحفلات الفنان السطائفي المعروف سمير بوراس والذي قدم أغنية هذه الطبعة الثالثة من العرس السطائفي الكبير كما وصفه . وكانت فعاليات المهرجان حسب منظميه فرصة للتنويه بدور وتاريخ الأغنية السطائفية التي إرتبطت دوما بأفراح وأقراح المجتمع المحلي بمنطقة الهضاب العليا كما إرتبطت بمسيرة المقاومة الشعبية والحركة الوطنية بمنطقة الهضاب العليا إلى الثورة التحريرية وصولا إلى مرحلة البناء وحتى بالإنتصارات الرياضية كما كان الشأن مؤخرا مع الفريق الوطني لكرة القدم. وكانت هذه الطبعة مناسبة للتنويه بما قدمه قدماء الأغنية السطائفية من أمثال سعيد مهنتل -زبير بلخير -بكاكشي الخير- سمير السطائفي -تشير عبد الغني وغيرهم من رواد هذه الأغنية التي تعد إمتدادا للفن "السراوي" حسب المختصين. وشهدت التظاهرة أيضا إقامة معرض ثري حول تاريخ وأدوات الأغنية السطايفية بخيمة المهرجان التي إنتظمت بها أيضا ندوات حول محاور عديدة منها الأغنية السطائفية مميزات و خصوصيات - ملامح الأغنية السطائفية -والأغنية السطائفية بين التراث و الحداثة. وعبر فنانيون مشاركون في المهرجان عن رضاهم لمسار المهرجان وظروفه التنظيمية على غرار بوقاسة مريم وحمزاوي عماد اللذين نوها بمبادرة المهرجان الذي يعود تأسيسه إلى العام 2008. وأعتبر بعض المشاركين أن الأغنية السطائفية -لديها مستقبل واعد- مع ضرورة -العمل على عصرنتهاو تحديثها وتعميق مضامينها. وأكد السيد محمد زتيلي محافظ المهرجان ل"وأج" أن الفعاليات الرابعة المقبلة "ستكتسي طابعا وطنيا نظرا لكون الأغنية السطائفية ذات بعد وطني بإمتياز".