فشلت مولودية الجزائر في مهمتها المتمثلة في الاحراز على كأس اتحاد شمال إفريقيا للأندية البطلة في كرة القدم بعد تعادلها مع النادي الإفريقي التونسي بنتيجة (1-1), الشوط الأول (1-0) في مباراة العودة للدور النهائي لهذه المنافسة التي جرت بينهما مساء الخميس بملعب 5 جويلية بالجزائر العاصمة. هذا التعادل كان كافيا للنادي التونسي الذي دخل أرضية الميدان وفي حوزته هدفان نظيفان سجلهما بملعب رادس الأولمبي خلال لقاء الذهاب, وهو ما شكل في المقابل عقبة كبيرة للمولودية التي كانت مطالبة أولا بتدارك هذا التأخر قبل التفكير في قلب الموازين أمام جمهورها. ومع نهاية الشوط الأول, أنجز اشبال المدرب آلان ميشال نصف المهمة من خلال تسجيل هدف واحد عن طريق اللاعب مقداد إثر ضربة جزاء, لكنهم فشلوا في إتمام ما تبقى, بعد العودة القوية للاعبي المدرب مراد محجوب انطلاقا من الشوط الثاني. ويمكن القول أن الفريقين تقاسما شوطي المباراة حيث استحوذت المولودية على الكرة منذ البداية من خلال شن حملات متتالية بحثا عن هدف مبكر في الوقت الذي انتهج النادي التونسي خطة حذرة مع تكثيف الخط الخلفي. ولم تمر خمس دقائق حتى خلق اللاعب مقداد أول فرصة خطيرة بعد إرسال قذفة ردها الحارس التونسي عادل نفزي نحو عمرون الذي فشل في تحويلها داخل المرمى. وتواصلت هجمات الفريق المحلي على الدفاع الزائر دون أن تثمر بنتيجة إلى غاية الدقيقة 20, حين توغل اللاعب دوادي داخل المنطقة و يتعرض بعدها لعرقلة من مدافع النادي الإفريقي, لم يتردد الحكم الليبي محمد رجب في الإعلان عن ضربة جزاء سجلها مقداد رغم الارتماءة الجيدة للحارس التونسي. هذا الهدف بعث الحماس في المدرجات من جهة, و حفز لاعبي المولودية على بذل المزيد من جهة أخرى و كاد بدبودة أن يضيف هدفا ثانيا في الدقيقة الموالية, لكن محاولته باءت بالفشل, واستفات المولودية من عدة ركنيات دون نتيجة. في الدقيقة 35 , نجح الجناح سفيان من الجهة اليسرى في تمرير كرة جميلة لعمرون الذي حولت قذفته للركنية قبل أن يستفيد في الدقيقة 45 من فرصة ثانية فشل في استغلالها, ويمكن القول أن نقص التركيز لدى شبان المولودية حال دون إضافة أهداف أخرى. وفي الوقت الذي كان الجمهور ينتظر أن يواصل فريقه على نفس الوتيرة, حدث العكس, بعد أن قام المدرب التونسي بتغيير موفق بإقحام اللاعب المالي محمد تراوري مكان حضرية, وهو التغيير الذي أتى بثماره بسرعة و الذي توج بهدف التعادل في الدقيقة 55 بعد تمريرة المليتي من الناحية اليسري لزميله عكروت الذي أسكن الكرة شباك الحارس زماموش. هذا الهدف أثر بصفة مباشرة على معنويات اللاعبين الذين لم يجدوا ضالتهم, في الوقت الذي استعاد الفريق الزائر حيويته و تحكم في زمام الأمور مستغلا في نفس الوقت الارتباك الذي شمل منافسه وخاصة على مستوى خطي الوسط و الهجوم. ولم تتح فرص كثيرة للمولودية التي كان عليها تسجيل ثلاثة أهداف لتحرز على الكأس وهي مهمة بدت مستحيلة بالنظر لانخفاض مردودها العام بعد تلقي الهدف القاتل, ورغم التغييرات التي أحدثها المدرب في ربع الساعة الأخير بإقحام بلخير و عطافان وعمور, إلا أن الأمور بقيت على حالها حيث لم نسجل سوى لقطتين كادتا تثمران بهدف الأولى عن طريق مقداد الذي جانبت كرته القائم بعد عمل جماعي جميل (84), والثانية إثر مخالفة من عمور حولها الحارس نفزي نحو الركنية, لتنتهي المباراة بتتويج مستحق للنادي الإفريقي الذي يظفر بلقبه الثاني في هذه المنافسة بعد الذي افتكه عام 2008 تحت إشراف المدرب الجزائري آنذاك, عبد الحق بن شيخة.