يقول المواطن العربي إذن: سأقتص لجورج إبراهيم عبد الله اللبناني والمصرية شيماء الصباغ ولفاطمة الحصايري الليبية ولزايد السعودي ولياسين غياري التونسي، سأنتقم لبغداد ومتاحف بغداد التي نهبها الأمريكان، وكذلك متاحف الموصل، قبل أن تحطم آثاره أهل (...)
تمّ يعيد الكرّة (الرجل العربي) مرة أخرى ومرة بنوع من الارتجال حتى في كيفية احتساء القهوة، حتى في كيفية تدخين السيجارة الأولى، حتى في استماعه للمذياع، كذلك يرتجل في ضبط أفق المدينة إما المهترئة وإما المدمّرة تماما، إما نصف المفلجة وإما القذرة وإما (...)
أزل يدب على جفنيه يدب حثيثا كزئبق مبلول يتقاطر لعابا كلما خرج هذا الإنسان العربي من نومه (أو من سباته) وهو لا يدري اليوم إذا مازالت المدينة التي يسكن فيها واقفة أم أنها قد دُمرت عن آخرها، وكم هو عدد المدن والعواصم العربية التي لازالت واقفة أو التي (...)
أولا وقبل كل شيء لنا سؤال: “لماذا يفوق عدد أعوان الأمن عدد المتظاهرين؟ǃ” سؤال آخر موجه إلى زعماء المعارضة وهم كثيرون: “لماذا هذه الوفرة في الأحزاب في بلد يبحث عن الديمقراطية؟ لماذا لا يلخص/ يقلص هؤلاء الزعماء عدد أحزابهم إلا بالطريقة المستعملة في (...)
بعد سقوط جدار برلين وانهيار المعسكر الشيوعي، تبجحت الإمبريالية العالمية بمجيء عهد يسيطر فيه السلم على كل أرجاء المعمورة ويزدهر الاقتصاد الرأسمالي في العالم بأسره ويصبح كل إنسان مواطن القارات، يملك جواز سفر واحد وعملة واحدة ويسبح في غمرة السعادة (...)
كتب تروتسكي في الثلاثينيات “التاريخ بطيء وقاس”، ونحن نلاحظ ذلك كل صباح عند قراءة الجرائد أو الاستماع إلى الإذاعات، وكأن كل هذه الأخبار العفنة والعنيفة لا تدر علينا إلا الموت والعذاب والألم الضار المتوقع في أجساد الأطفال والبنات القاصرات (1600 قاصر (...)
إن اندلاع ما سمي بالثورة في بداية شهر جانفي 2011 في القطر التونسي الشقيق، فجَّر عدة تناقضات، وفتح أبوابا كثيرة للأحلام التي سرعان ما تبخرت، وبعد غلق كل البوابات التي حاول فتحها شباب غير واع ومجموعات تجاهلت أو أجهلت قوانين الثورة ومبادئها، وهي رهيبة (...)
كثيرا ما لاحظنا، من خلال المظاهرات والاحتجاجات والإضرابات، أن هنالك بنية خاصة وذاتية تتمحور فوق مختلف صيغ التكلف والتملك وفوق شروط الوجود الاجتماعية، تقف كبنية فوقية بأكملها مكوّنة من العواطف والأوهام والتطيّرات وأنماط التفكير وتصورات الحياة (...)
أمثال الهواري غدي كثيرون وللأسف يقيمون في أوروبا ويضربون الجزائر في الظهر بكراهية تدل على ضياعهم وذبذبتهم وقد أصيبوا كلهم بعُصاب المستعمر ومرض كره الذات. وإذا لم تهضم فرنسا خسارة الجزائر (والمثل بالنسبة للولايات المتحدة التي لم تهضم كذلك خسارة (...)
يقال إن التاريخ يعيد نفسه، وهذا صحيح يقال كذلك إن التاريخ لا يعيد نفسه، وهذا صحيح أيضا، لكن علم التاريخ يتجاهل عن قصد أو عن قصد، أن التاريخ يثأر لنفسه دائما ودوما!
وهذا يبرز نشوء وتطور بنية محددة في صيغة محددة، وليس جوهرها، حيث نجد الأمر يتعلق ببنية (...)
فهذه القراءة اللاهوتية للتاريخ عامة، تهم كل العالم بما فيه البلدان التي تزعم أنها متقدمة وهي في الحقيقة تجعل من التاريخ عاملا مسكوتا عنه تماما وتضعه تحت رقابة الشرطة والجيش من خلال معزوفة “سر الدولة”. وهكذا تظهر خلف كل الأعمال دون أن تستطيع إلحاقها (...)
في سنة 1963 طلب بن بلة من الجزائريات التضحية بحليهن، فقبلن الطلب بحماس وكونت هكذا الدولة الجزائرية كنزا لا بأس به وقد ساعدها على الانطلاق بعدما أغلقت عليها كل الأبواب من طرف فرنسا ومن طرف الدول الغربية آنذاك، وكانت الجزائر تعيش آنذاك جوا ثوريا (...)
كثيرا ما صدمتنا الأحداث السياسية والوقائع الاجتماعية وبعض الحروب المتفرقة هنا وهناك، فقراءة الجرائد يوميا تعمق الجرح أكثر فأكثر، وتزيد من بلبلتنا ومن جروحنا، هكذا نرى أن الجزائر تغلغلت في الاقتصاد الرأسمالي وتركت المسافة بين الفقراء والأثرياء تتعمق (...)
إن المسكوت عنه يلعب دورا هائلا في التاريخ العالمي، وقد أثارت النجاحات الأكيدة التي حققتها العلوم اللسانية مثلا من خلال مفهومها للغة كنسق (مثلها مثل التاريخ الذي أصبح يحدد بدقة، أي كنسق وذلك منذ أن وضع ابن خلدون مقدمته وتفنن في تحليل التاريخ بعلمانية (...)
يدخل الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة في حرب ضروس مع العالم وخاصة مع العالم العربي الذي حطمه تحطيما رهيبا وعلى كل المستويات البنيوية منها والإنسانية كذلك، فبعد تحطيم العراق عدة مرات وبعد اجتياح سوريا وزعزعة مصر وتكسير ليبيا والسطو على تونس، يبقى (...)
لقد أكبّ بيكاسو إذن على الخمس عشرة لوحة مبدلا في الأدوار، يمحو تارة، يضخم طورا، يجمد أحيانا وهو في سباق رهيب مع الزمن لأنه كان يريد الانتهاء من رسم هذه المجموعة في أقرب وقت حتى يعبر بسرعة عن تضامنه مع الجزائر ومنذ البداية. لقد كانت نساء الجزائر عند (...)
قال أندري ماروغي بيكاسو: “بيكاسو هو أروع مهدم ومبدع للأشكال في زمننا هذا وفي جميع الأزمنة”. وكان هذا الفنان قد انخرط في الحزب الشيوعي الفرنسي سنة 1945 بعد انهيار النازية في أوروبا، الشيء الذي جعل منه رجلا تقدميا (سياسيا) وفنانا طلائعيا (إبداعا) (...)
فعندما نقول إن اللغة العربية في بلادنا هي إحدى مقومات الشخصية الوطنية، نبقى نكرر شعارا نوعا ما مستهلكا لأنه أصبح شبه مجرد، لكن في الواقع الملموس والتجريبي، نرى أن المقوم اللغوي هو الأساس، وعلينا أن نكرر (وهذا من حقناǃ) وأن نعيد مثل “هذه الشعارات” (...)
عندما نحكي حلما، فإننا نعبّر عن معرفة بهذا الحلم ولو غامضة بعض الغموض وهذا الأمر يجعلنا نقول إن اللغة تعبّر في جميع الحالات عن المعرفة. لكن اللغة مادة والمعرفة فكر. وقد تساءل بعض المفكرين واللغويين منذ أمد بعيد، عما إذا كانت اللغة تعبّر بأمان عن (...)
يعيش العالم العربي بشرقه وغربه حالة إعصار سياسي رهيبةّ، فمكث المبدع الجزائري يعيش في حالة غيبوبة نفسية وسياسية ووجد نفسه معزولا في برجه العاجي دون أن يعرف كيف يتصرف أمام الويلات والضربات التي عاشتها تونس ومصر وليبيا وسوريا وفلسطين والعراق. ماذا يمكن (...)
لكن الفرق بين المدرستين في تناول السياسة وتوظيفها، يكمن في سطحية الرؤيا عند النمطية القديمة وفي تحليلية الرؤيا عند النمطية الجديدة التي تجعل من تكثيف التقنية والشكلية والبنائية، أساس العمل الإبداعي، كفنّ نابع من شخص لا يمكن تعويضه، أي من شخص له (...)
لكن الفرق بين المدرستين في تناول السياسة وتوظيفها، يكمن في سطحية الرؤيا عند النمطية القديمة وفي تحليلية الرؤيا عند النمطية الجديدة التي تجعل من تكثيف التقنية والشكلية والبنائية، أساس العمل الإبداعي، كفنّ نابع من شخص لا يمكن تعويضه، أي من شخص له (...)
إن النقد الفني بالمعنى المسؤول للكلمة، لا يتعين بطرح أسئلة صعبة أو بعرض بضاعة نظرية تروّج حينا وتكسد أحيانا، بل يتعين ببحثه عن فضاء فعال وإنتاج حيوي يلعب دورا هاما في التحويل الاجتماعي والسياسي ولو قليلا. وهذا نادر جدا في الجزائر، لأنه لا يوجد فيها (...)
ولهذا الغرض يروح المبدع في خلط الأمور الإبداعية بالأمور السياسية بطريقة خبيثة. وقد تصبح جدلية السياسة / الإبداع سبب التشتت والضياع والتيه بالنسبة للفنان الذي يعمل وسط مجتمع متعطش للتعبير السياسي الذي لا يجد في مجاله اليومي الإناء الذي يتقيأ فيه كل (...)
إن الحديث السياسي أو الخطاب المسيّس يفرض نفسه على النص أو على اللوح أو على الخشبة أو على المنظور السينمائي, إلخ، كحقيقة مطلقة وبديهية واعية كانت أم لا. فالسياسة ستتبع الإبداع وتأسره كما تهمّش السؤال الإبداعي وتعوق التحولات الإبداعية وتلغي الخلق (...)