إلى أمي
لما أزهرت حديقة الثواني
وانقشعت غيمة الأزمنة
عن نور القلوب
تراقصت الحياة بفستانها الأخضر
كأنه عروس بغدادية
وتفتحت أزهار الأحشاء
هل كانت نائمة في ساقية الحقد
هل كان الربيع يخبئ عينيه في سوسنة من سوسناته
أم يسر شوقه البحتري في فلة أتعسهاالقطف (...)
مرفوعة مصافاة ومواددة إلى صديقي الأديب الكبير الرهيف حنا مينا، وحده
قطعة الجمال العائمة في بحر الخراب الكوني، وتذكرت حواره في بيته ذات شتاء 2010 تتسارع الظلمات، كأننا في بطن الحوت، في عمق ما يتقاذفنا مجداف المعنى، إلى شواطئ لا نعلمها ولا نصل إلى بر (...)
لا تنزل أيها الغيث
ضلوعي بيوت طينية فقيرة
أنفاسها كعشب صباحي
يسحقه النسيم
لا تشرقي أيتها الشمس
هذه صرختي مكتومة إلى الليل
أنت أيها الناي البعيد
لولا أرسلتني في نجوم الغناء إلى حنين المراعي
لولا دفنتني أيها النسيم إلى مزارع الضحك
وحقول الابتهاج
فأنا (...)
أنسج من نبتة القلب مهوى الطفولات الآتية
أغسل صفائيَ مرة أخراة
أغسل السماء القلبية البنفسجية
يتحدّر المساء كجديلة صفراء
في ذؤابة الفتاة التي أحبها
أعصر عصافير الذكريات
لأرسم بريشها هفيف الرّوح
وشجر النور المتراقص في مدائي الأخضر
وأرسم سور (...)
أ
أسرق من عينيك لهفة الشمس
أسكب الصباح المر في حفني المتعوبين...
في جفني الذين لا يريان إلاك
أفقا عاريا
أو فراشة بحجم امرأة بنفسج
أسكب في جفنيك
جفنين لا يريان إلا سواد السماء
وأنت نقطة تتعرى في الظلمة
قمر أنثى
يحفه الموت والأزهار والطيور (...)
ركب القطارَ، وشكّ أنّ المسافة لا تحتاج إلى قطار ليقطع الطريق إلى أخته وأولاد أخته الذين كان يحبهم كثيرا، لكنّه استعدّ على الرّكوب، بعد زيّات الدّهر التّي تنزل على الإنسان، تغشي على عينيه وقلبه، انطلق، أخذ في رؤية أشجار تعطف على أبنائها، وحدائق (...)