لا تنزل أيها الغيث ضلوعي بيوت طينية فقيرة أنفاسها كعشب صباحي يسحقه النسيم لا تشرقي أيتها الشمس هذه صرختي مكتومة إلى الليل أنت أيها الناي البعيد لولا أرسلتني في نجوم الغناء إلى حنين المراعي لولا دفنتني أيها النسيم إلى مزارع الضحك وحقول الابتهاج فأنا طفل ما يزال متشبثا بوردته الأولى أتدرون من هي؟ هي بسمة خرجت من رحم حقيقته الأولى بسمة صادقة كبحيرة ناغتها عصافير الزرقة كشبابة تسمع بأذن الدمع كيف كيف أثبت أنني صخرة متكسرة على هامش حزني منتاطة بيَ الآلام كفكرة لم تجد شقائقها الكلمات فارتكنت في زاوية دون كلام دون لسان كيف لي يا طفولتي الناعسة خلف طين “المطهرة" وابتسامة ظل الزفزافة الأبديّة البساتين احترقت من دفء الياسمين وظلال الجيران حدودها مبتسمة كأول قطرة حنان سالت في عين القسوة هذه هي حقيقتي يا أيتها القسوة ارحمي مثوى قلبي كفنّي نجمتي الشاردة إن شئت ألقي بي في منديل يعود إلى لحظة ولادتي زاهية أو أعرس على ليلة ساهرة موقدها البساتين احترقت من دفء الياسمين وظلال الجيران واختفت ذكرياتي في ريش الحمام الصباحيّ النّاعم. 27 رمضان 1433ه الموافق ل15-08-2012