إلى أمي لما أزهرت حديقة الثواني وانقشعت غيمة الأزمنة عن نور القلوب تراقصت الحياة بفستانها الأخضر كأنه عروس بغدادية وتفتحت أزهار الأحشاء هل كانت نائمة في ساقية الحقد هل كان الربيع يخبئ عينيه في سوسنة من سوسناته أم يسر شوقه البحتري في فلة أتعسهاالقطف أم كان يداري حبه العنتري وراء ورقة صفراء ذابلة لما أزهرت تلك الأرض تورد خد النسيم وأضحت تساقط نعائم البسمات كالرطب الجني وتتمايل الأقحوانات في غبش الفرح وأغمض الحزن قلبه إلى الأبد لكن التوق مازال يلسعنا إلى غد إلى أمس إلى طفل كنا قلبه الملهوب بنار الحب ونهرا كناه من دوننا يظمأ الكون وتحف حلقه ولا يهدل الحمام لحظة واحدة