أكد، الرئيسان الروسي ديمتري مدفيديف والفرنسي نيكولا ساركوزي، الإثنين، شراكتهما الاستراتيجية مع إعلانهما موافقة موسكو على فرض عقوبات جديدة على إيران· وشدد، مدفيديف خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع ساركوزي، مساء الإثنين، على ''الثقة'' التي تربط بينهما· ويقوم مدفيديف بزيارة دولة إلى باريس تستمر حتى اليوم الأربعاء· وأبدى مدفيديف موافقته على فرض عقوبات جديدة على إيران، شرط أن تكون ''هادفة'' ولا تطال السكان· وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها روسيا، بوضوح، تأييدها لفرض عقوبات جديدة على إيران التي تشتبه الدول الغربية في أنها تسعى للتزود بالسلاح الذري تحت غطاء برنامجها النووي الذي تؤكد أنه لأغراض سلمية· وكانت روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي تدعو في السابق للجوء إلى المفاوضات مع إيران· إلا أن صبرها بدأ ينفد في الأسابيع الماضية بعد قرار إيران زيادة تخصيبها لليورانيوم إلى نسبة 20%· وأوضح مدفيديف ''إذا لم نتوصل إلى نتيجة (···) فروسيا مستعدة للتباحث مع شركائها في فرض عقوبات جديدة''· من جهة أخرى، أعلن الروسي أن بلاده والولايات المتحدة باتتا ''قريبتين من التوصل إلى اتفاق'' في إطار المفاوضات الجارية حاليا حول اتفاقية لنزع السلاح النووي، يفترض أن تحل مكان اتفاقية ستارت-1 التي عقدت عام .1991 وقال ''نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق حول كل المسائل'' موضوع البحث· وأضاف ''نحن نعمل الآن على تفاصيل النص· آمل أن تؤدي هذه المفاوضات إلى اتفاق في المستقبل القريب''· وفي واشنطن، أعلن مسؤول أمريكي، رفض الكشف عن هويته، ''نتوقع أن تستأنف المفاوضات في جنيف في 9 مارس''· ولدى سؤاله حول مدلول هذا التوقف وما إذا كان يشير إلى صعوبات غير متوقعة، إكتفى المسؤول بالقول ''هذا معناه أنهم لم يبلغوا خط الوصول بعد''· وستحل معاهدة نزع الأسلحة التي يتفاوض بشأنها الوفدان الروسي والأمريكي منذ أكثر من ستة أشهر في جنيف محل معاهدة ''ستارت ''1 التي أبرمت في 1991 وانتهى العمل بها في الخامس ديسمبر .2009 وعلى صعيد آخر، أعلن ساركوزي أن فرنساوروسيا بدأتا ''مفاوضات حول شراء روسيا أربع سفن ميسترال الحربية الفرنسية العملاقة، لكنها ستكون من دون تجهيزات عسكرية''· وسفن ميسترال التي يبلغ طولها 200 متر وعرضها 32 مترا، قادرة على نقل 15 مروحية و13 دبابة ثقيلة ونحو 900 جندي· وأبدت روسيا اهتمامها بشراء أربع من هذه السفن· لكن مشروع العقد يثير مخاوف كبيرة داخل الحلف الأطلسي، وبين جيران روسيا سيما جورجيا بعد الحرب القصيرة التي وقعت بين تبيليسي وموسكو خلال صيف .2008 وفي دليل على الشراكة المتعددة الأوجه بينهما، أعطى الرئيسان الضوء الأخضر لتوقيع عقدين اقتصاديين· فقد وقعت مجموعتا ''غاز دو فرانس سويز'' الفرنسية و''غازبروم'' الروسية أن المجموعة الفرنسية ستشارك بنسبة 9% في مشروع أنبوب غاز نورث ستريم الروسي، وستزيد روسيا عبر هذا الخط شحنات الغاز إليها· وفي 27 نوفمبر الماضي، أعلنت ''مؤسسة كهرباء فرنسا'' المنافسة الفرنسية لغاز دو فرانسس سويز، مشاركتها بنسبة 10% في مشروع ساوث ستريم، وهو مشروع آخر لخط أنابيب روسي ويشكل الند لمشروع نورث ستريم في جنوب أوروبا· وجرى الإعلان خلال زيارة رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إلى فرنسا· كما أكد الجانبان اتفاق شراكة بين مجموعتي ''ألستوم'' الصناعية ومصنع القطارات الروسي ''ترانسماشهولدينغ''· ولزيارة مدفيديف التي تهدف إلى الإحتفاء بالسنوات الثقافية لروسيا في فرنسا، ولفرنسا في روسيا، بعد رمزي قوي إذ افتتح، أمس، في متحف اللوفر معرض ''روسيا المقدسة'' الذي سيمثل أحد أهم ما تتميز به سنة روسيا في فرنسا· كما سيلتقي مدفيديف مع رجال أعمال فرنسيين ومع عدة شخصيات سياسية فرنسية تعتبر عموما أن ديمتري مدفيديف يمثل جيلا جديدا في روسيا· وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قال، في الأونة الأخيرة، ''أن جيل مدفيديف هو مختلف جدا عن جيل فلاديمير بوتين''·