علمت ''الجزائرنيوز'' من مصادر مطلعة، أن وزارة التربية الوطنية قامت بإيفاد لجنة تحقيق وزارية إلى الثانوية المتعددة الاختصاصات بتيزي غنيف، للتحقيق في الصراع النقابي القائم بين نقابتين بسبب التجاوزات التي يمارسها بعض المنتمين للفرع النقابي التابع للإتحاد الوطني لأساتذة التربية والتكوين (UNPEF) في حق المنخرطين في الفرع النقابي للإتحاد العام للعمال الجزائريين (UGTA)، والذي أدى إلى تعكير الأجواء المهنية وإفراغ المؤسسة من مضمونها التربوي والعلمي والبيداغوجي· المعلومات المتوفرة لدينا، تؤكد أن لجنة التحقيق الوزارية التي تم إيفادها، نهاية الأسبوع المنصرم، من طرف وزارة التربية الوطنية، جاءت بطلب من الأمين الولائي للإتحاد العام للعمال الجزائريين، بهدف التحقيق والتحري في الوضع المهني والتربوي والبيداغوجي المتردي في الثانوية المتعددة الاختصاصات بتيزي غنيف، جراء التجاوزات الخطيرة التي تصدر عن بعض الأساتذة المنتمين لنقابة الاتحاد الوطني لأساتذة التربية والتكوين، وهذا الصراع تسبب، بحسب مصادرنا، في توتير العلاقات بين الأعضاء المنخرطين في النقابتين، فيما بينهم وبين بعض الأساتذة والتلاميذ·وحسب نص الرسالة التي بعثها أعضاء الفرع النقابي للاتحاد العام للعمال الجزائريين بالثانوية المذكورة، إلى مديرية التربية بولاية تيزي وزو، تسلمت ''الجزائرنيوز'' نسخة منها، فإن بعض الأساتذة المنتمين لنقابة UNPEF إتخذوا من قاعة الأساتذة مقرا لحملاتهم العدائية وتصرفاتهم اللا أخلاقية وممارسة كل أشكال التجاوزات والإهانات والإستفزازات في حق المنخرطين في نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، والتي تعرقل، حسب نص الرسالة، النشاط التربوي والبيداغوجي، حيث تحولت هذه القاعة إلى مسرح للصراعات والمشادات الكلامية، مما أفرغها من مضمونها التربوي والعلمي حيث أصبحت تنعدم فيها ظروف الراحة النفسية والإطمئنان والحوافز الفكرية المشجعة على العمل· وأخطر من ذلك، فقد جاء في هذه الرسالة، أن بعض المنخرطين في نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين يتلفظون بكلام يتنافى وقدسية المكان، ويستعملون سلطة نقابتهم في ممارسة التعسف في حق بعض الموظفين· وأضافت، الرسالة، أن هؤلاء المتهمون يتعمدون تعميق الكراهية بين الأساتذة·وإلى جانب ذلك، أشارت الرسالة إلى أن هؤلاء المتهمين يحرضون الأساتذة علنيا على مقاطعة الذين لم يساندوهم في الإضراب غير الشرعي الذي دعوا إليه أثناء توقيف الأستاذ ''غ·علي'' منذ حوالي ثلاثة أشهر، واتهموهم بالدعوة للجهوية وتشجيعها تحت شعار أن نقابة الاتحاد الوطني لأساتذة التربية والتكوين نقابة موظفي تيزي غنيف، ونقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين نقابة الغرباء الذين جاءوا من خارج تيزي غنيف· وذكرت، الرسالة، أن بعض المنتمين ألى UNPEF نقلوا هذا الصراع النقابي، باسم الجهوية، إلى أوساط التلاميذ حيث أصبح بعض الأساتذة عرضة للاستفزازات اليومية والمتكررة من طرف التلاميذ ما أدى إلى عرقلة مزاولة عملهم في أحسن الظروف· وفي نفس السياق، أكد بعض أساتذة الثانوية المتعددة الاختصاصات بتيزي غنيف، في تصريحاتهم ل ''الجزائرنيوز'' أن هذا الصراع نشب بعدما فشل أعضاء نقابة الاتحاد الوطني لأساتذة التربية والتكوين في الحصول على نسبة تمثيل لنقابتهم في هذه الثانوية، مما دفع بهم الأمر، حسب الأساتذة، إلى انحرافهم عن الأهداف النبيلة لنقابتهم والمتمثلة أساسا في ترقية العلاقات وتحسينها والسهر على تحسين ظروف العمل حيث يعملون، حسبهم، على تعكير الأجواء، الأمر الذي جعل الوضع بهذه الثانوية يزداد سوءا وتدهورا من يوم لآخر· هذا، وتبقى أنظار العام والخاص، في تيزي غنيف، ترتقب القرارات التي ستتخذها لجنة التحقيق التي أرسلتها وزارة التربية الوطنية·