أمطار صيف المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بدأت على ما يبدو، بعد أن خرجت وزيرة الثقافة خليدة تومي، ساعاتٍ بعد إسدال الستار على فعالياته بقاعة الأطلس، عن صمتها في القناة الإذاعية الثالثة، لتردّ على حملة حركة النهضة، الداعية لمساءلة تومي، عن صرف ميزانية ضخمة كان الأولى حسب من وصفتهم تومي ب '' الأصوليين ''، أن تنفَق في مشاريع الصالح العام، وبتصريحات الوزيرة تومي النارية يكون مسلسل ''ما بعد الباناف'' قد بدأ· كشفت استعدادها للمساءلة ورفضت المزايدة باسم الوطنية: ''تومي'' تصف تصريحات النهضة ب''الفاشية'' و''الأصولية'' ''الذين يزايدون باسم الوطنية على ميزانية المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني من حركة النهضة فاشيون جدد وأصوليون ''، بهذا الوصف ردّت وزيرة الثقافة خليدة تومي، على أطراف من حركة النهضة الذين عقدوا العزم على مساءلتها برلمانيًا·وزيرة الثقافة خليدة تومي، وفي اليوم الأول بعد اختتام الدورة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي، عبر أثير القناة الإذاعية الثالثة في برنامج ''ضيف التحرير''، التي نزلت ضيفة عليه أول أمس، صبّت جام غضبها على المتسائلين عن ميزانية ''الباناف''، إلى درجة حديث تومي بلسان المناضلة السياسية عمن وصفتهم ب''الفاشيين'' و''المتطرفين'' في انتقادهم صرف ميزانية ضخمة على ''الباناف'' من حركة النهضة·ورفضت تومي، من ذات المنبر أن يزايد عليها في هذه القضية باسم الوطنية، قبل أن تضيف لهؤلاء البرلمانيين قائلة '' ليعلموا أني كنت برلمانية، وأعرف زوايا وخبايا البرلمان، هم يعرفون جيدا كيف تُصرف الأموال وهم شهود على ذلك، ولذلك لا داعي للمزايدة''·ردّ خليدة تومي، الذي كان قصفا بالثقيل على حركة النهضة، لم يمنعها من أن تكشف عن ترحيبها بأية مساءلة من البرلمان، وأضافت تومي على صعيد آخر، أن ما أحدثه المهرجان الإفريقي من بعث ثقافي ونشاط جاد وأعراس في ربوع الوطن، أدخلت البهجة على الجزائريين لا ينكرها إلا جاحد، وأن الفرحة التي أحدثها المهرجان لا تقدر بثمن، مذكرة بأن الجزائر لن تعود إلى الوراء بعد تأسيس ما يقارب ال120 مهرجان ثقافي على المستوى الوطني· جدير بالذكر أن تصريحات الوزيرة خليدة تومي، في الإذاعة الوطنية، تعتبر الردّ الثاني على تصريحات النهضة، فقد اغتنمت مؤخرا فرصة افتتاح أحد الملتقيات المنظمة في إطار المهرجان الإفريقي، لتقول بالحرف الواحد ''من يستغرب الميزانية المخصصة للمهرجان ويرفضها فليبحث عن ميزانية ليصرفها على الجهالة''، لتقصف بالثقيل هذه المرة على حركة النهضة، والدائرين في فلك انتقاد صرف ميزانية ضخمة على ''الباناف''، في انتظار ما ستسفر عنه الردود والمواقف في صيف يعد بالمفاجآت· سعيد حمودي الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي: لن ننزل إلى مستوى هذا الرد الوضيع والتعابير الساقطة شجب، أمس، الأمين العام لحركة النهضة، فاتح الربيعي، بقوة، تصريحات وزيرة الثقافة خليدة تومي، على أمواج القناة الإذاعية الثالثة، والتي وصفت خلالها موقف النهضة من المهرجان الثقافي الإفريقي ب ''الفاشي والرجعي''· واعتبر، ربيعي، ما وصفه ب ''الرد الوضيع''، ينم عن ''ثقافة تحملها الوزيرة''· إحتفظ، فاتح ربيعي، بحق حركته في اتباع كل السبل والإجراءات القانونية والدستورية، وقال، في تصريح ل ''الجزائر نيوز''، ''نحن نرفض أن ننزل إلى هذا المستوى الوضيع والتعابير الساقطة''، قبل أن يضيف ''كان على الوزيرة أن ترد علينا بالأرقام والحجج، وليس بالأباطيل والاتهامات''· وأكد، ربيعي، بقوله ''من حقنا، أن ننتقد، ونساهم، ونكون أصحاب رأي، ولا يمكن لهذه الوزيرة، أو غيرها، أن تمنعنا''· وجدد، زعيم حركة النهضة، انتقاده لاحتضان الجزائر للمهرجان الثقافي الإفريقي، ومن ورائه ''سياسة الإنفاق على مسائل لا معنى لها''، معللا ذلك، بالضائقة المالية التي يمر بها العالم، والتي لم تستثن الجزائر، مستشهدا، في هذا المجال، بتراجع صادرات البلاد من النفط إلى النصف· ما يستوجب، حسب رأي ربيعي، ترشيد النفقات العمومية، وتفادي تبذير المال العام على أنشطة لا طائل من ورائها·ولم، يهضم، ربيعي، عنف رد فعل الوزيرة تومي، بينما رفض اتباع نفس الأسلوب حيث، قال''نحن أشرف من أن ننزل إلى هذا المستوى الدنيء والتعابير الساقطة''، وأضاف أن ''رد الوزيرة يعكس الثقافة التي تحملها''· تصريحات ربيعي جاءت على خلفية الهجوم الذي شنته وزيرة الثقافة، خليدة تومي، على أمواج القناة الإذاعية الثالثة، حيث وصفت موقف حزب النهضة من ميزانية المهرجان الثقافي الإفريقي، بالفاشية والتطرف وقد توعد ربيعي بالرد السريع مستغلا كل الوسائل التي يتيحها القانون له·