بقي حماري مشرئبا وهو يتابع وزير الداخلية يطلق العنان للسانه ويبدع باللغة الإنجليزية التي أثبت أنه يتقنها جيدا ·· واستمات في الشرح بخصوص ''الفوطوات تاع الباسبور'' وأثبت بالصوت والصورة أنه يفهم جدا ما يفعل عكس ما قيل في كل ''الطروطوارات''·· نهق حماري عاليا وقال بإعجاب·· تكلم بالفرنسية ·· تكلم بالإيطالية ·· تكلم بالإنجليزية ·· ولم يتكلم بالعربية··! قلت له ·· ورغم ذلك نفهم دائما ما يريد أن يقوله·· صمت حماري ثم ضرب بذيله يمينا ويسارا، وقال·· حكومتنا فيها العجب؟ قلت له ·· ولماذا تقول هذا يا حماري··؟ قال·· لحد الآن وبعد كل هذه المدة الكبيرة التي تشكلت فيها هذه الحكومة لم أستطع فهم توجهاتها وتركيبتها و·· قاطعته مستغربا ·· ما بك أيها الحمار·· لم تمر لحظة وأنت ''تشكر'' في وزير الداخلية وأبديت سعادتك لأنه يتقن الكلام بكل اللغات والآن تقول ·· حكومة العجب؟ تنحنح في مكانه وقال·· أغلبهم يا صديقي ''ما يقنّعش''! قلت له ·· أنت أيضا ''ماتقنّعش'' و ليس فيك حسنة واحدة تجعلك محترما·· صاح في وجهي، وقد اعتلاه الغضب حتى قمة أذنيه الطويلتين وقال·· لو كنت مسؤولا في أي جهة أو كنت أملك سلطة ''لكنت فرجتك'' قلت له ·· ما ذا كنت ستفعل أيها الحمار·· بحلق فيا جيدا، وقال ·· ببساطة سأتكلم بالقبائلية!!