سأبدأ عمودي بأن أروي لكم حكاية قصيرة ·· الأحد، اليوم الذي واجهت فيه الجزائر سلوفينيا ·· إبني الصغير ذو الست سنوات كان في المدرسة ·· هو وزملاؤه استطاعوا متابعة المقابلة ·· معلمتهم صاحبة ''الفكرة الجيدة'' بجلب تلفاز ·· قبل بداية المقابلة ·· دعا إبني وجميع زملائه بالقسم من أجل ''الخضر'' ·· في نهاية الفترة مابعد الظهر أمر لاصطحابه إلى المنزل·· أبنائي وضعوا برنامجا للخروج بالسيارة إحتفالا بفوز الفريق الوطني ·· عوض ذلك ركب إبني السيارة في صمت، بوجه حزين، مكتفيا بقول جملة بقيت عالقة بذهني ''مع ذلك دعونا من أجلهم مثلما قالت لنا المعلمة''· أنا متأكد أن الملايين، ملايير الأطفال، الكبار والنساء، وأيضا أناس غير مؤمنين صلوا من أجل فرقهم ·· وحتى المعلقين المتخصصين كانوا في يوم روحاني ·· كأس العالم هي أيضا صلاة الكرة كما يقال ·· صلاة عالمية ستجمع طوال ثلاثين يوما ليس أقل من ثلاثين مليار مؤمن·· بفضل التلفزيون سنرى على نفس الميدان من اللون الواحد تعابير مختلفة من المعتقدات ·· من مجرد النظرة إلى السماء بتمتمة خفيفة إلى رمز الثالوث بعد هدف من نقطة الركنية، إلى السجود الجماعي ·· الديانات تذوب في معتقد واحد، معتقد ''الإله الكرة''، هذا الأخير يكون قد حقق إنجازا في هذا العصر المتميز بالإضطرابات العرقية، الدينية والسياسية· سؤال يفرض نفسه ·· هذه الرياضة التي كان يقال عنها ''أفيون'' الشعوب، ألم تصبح فضاء للتسامح؟ فضاء تتقاطع فيه المعتقدات بدون أن تتصارع؟ فضاء تلتقي فيه الحضارات دون صدام؟ حيث الصدام الوحيد المسموح به هو التدخل لانتزاع الكرة بدون حركات غير مسموح بها ·· فضاء نتصافح فيه في النهاية حيث نتبادل القمصان كتذكار مع الوعد باللقاء لاحقا ·· السياسيون ورجال الدين لم يفلحوا في هذا الانجاز ·· الجابولاني ·· نعم··