يعود المتوج ياسي بلال، صاحب 18 سنة وناجح 20/18 بتقدير ممتاز، من قصر الشعب إلى مدينته عنابة، محمّلا بكمبيوتر شخصي ورسالة لم يستطع تسليمها إلى الرئيس··· بلال.. لم يشاهد النهائي الكبير بين هولنداوإسبانيا، ولم يعش حماسه رغم أن قبل إعلان النتائج كان قلبه هناك في كيب تاون بجنوب إفريقيا، لأن يوم 12 جويلية 2010 كان أهم من هذا الحدث الكروي، لاستقبال فخامة رئيس الجمهورية كل نجباء بكالوريا .2010 تلك اللحظات آنسته فعلا هذا النهائي الكبير رغم أنه عاشق كبير للكرة والفريق الوطني الجزائري.. بلال.. شاب من مدينة عنابة.· خريج المدرسة الجزائرية·. كان متأكدا من النجاح، لأسباب عدة منها التحضير الجيد والجو الملائم، والظروف التي أحاطت به طيلة سنة من الجهد والدعم الكبير الذي تلقاه خاصة من والديه، حيث خصصا له غرفة نومهما الخاصة للدراسة والتركيز لضيق البيت العائلي وأيضا من أخويه: أمين المتربص في سلك المحاماة وأمير طالب سنة خامسة طب، بلال يحلم أن يصبح طيارا مدنيا. بلال.. بدأ تعليمه بمدرسة بلعيد عيسى وتحصل على معدل 18 في شهادة التعليم الابتدائي، وانتقل بعدها إلى التعليم المتوسط بمتوسطة خالد خوجة عمار، ونال الشهادة بمعدل ,17 لينتقل بعدها إلى ثانوية زيغود يوسف ''الصفصاف رقم 2 سابقا''، حيث تمكن من النجاح في امتحان شهادة البكالوريا لسنة 2010 بتقدير ''ممتاز''. بلال.. طفل نابغة يحب الرياضيات ويحب فريق البارصا فرح كثيرا بفوز إسبانيا بكأس العالم، وبدون شك أن والده شجع هولندا، لأنه درس هناك ومازال يحن كثيرا للأراضي المنخفضة لكن لا هولندا.. ولا إسبانيا .. ولا كأس العالم كانوا في أجندة الوالد أحمد والوالدة حسينة والعائلة الكبيرة.. شيء واحد وأوحد سيطر على هذا المونديال الإفريقي هو لقاء الرئيس بالابن بلال.. هو نهائي حقيقي يقول بلال مبتسما في قصر الشعب قال لي: التقيت الرئيس، كان لقاء مدهشا أخذنا صورة جماعية معه ستبقى خالدة في ألبومي الشخصي.. ثم سلمني الوزير بن بوزيد كمبيوتر شخصي.. ولم أستطع أن أسلم رسالة إلى فخامة الرئيس كتبتها في فندق المنار، وهذا أحزنني كثيرا.. سألته: هل ممكن أن نعرف طبيعتها.. أخرجها مترددا، قلت له: هل تحب أن ننشرها لك على صفحات ''الجزائر نيوز''؟ سلمني إياها موافقا وغادر مبتسما والخجل يلفه.. إنه موعد الرحلة إلى مدينته عنابة حيث تنتظره عائلته بفارغ الصبر لتحتفي به.. وهي رحلة باتجاه عالم جديد... (رسالة إلى: فخامة رئيس الجمهورية، السيد عبدالعزيز بوتفليقة.. أيها العزيز السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته يقول الزعيم الهندي مها ماتا غاندي: لا تسأل الإنسان ما كسب ولكن اسأله ما وهب... أنتم أيها العزيز وهبتم الكثير والكثير لوطننا الجزائر مواطنا ومناضلا ومجاهدا ووزيرا ورئيسا.. لذا وها أنتم تشرفوننا اليوم بهذا التكريم الرمزي الذي انتظرته وانتظرته عائلتي على أحر من الجمر منذ إعلان نتائج شهادة البكالوريا وحصولي على 20/18 لنلتقي بكم وجها لوجه، وأنا جد سعيد وممتن لكم بهذا اللقاء التاريخي والتشريفي.. أعرف أن مشاغلكم كثيرة·· لكنني أحمل إليكم طلبين أتمنى تحقيق مطلبا واحدا وأكون ممتنا لكم إن حققتم لي الإثنين: - إننا نحن 9 أفراد من عائلة واحدة، نقيم في بيت به 3 غرف، نعاني من الضيق إلى درجة رهيبة، إننا نحضر أنا وإخوتي دروسنا في غرفة أبي وأمي الخاصة، نرجو منكم أيها العزيز أن يتسع قلبكم لنا وليتسع هذا المنزل بفضلكم، بمنحنا منزلا أكثر اتساعا.. - حلمي الكبير منذ طفولتي هو أن أصبح طيارا مدنيا·· أرجو منكم أيها العزيز التدخل الشخصي لإلحاقي بإحدى مدارس تعليم الطيران المدني... بارك الله فيكم فخامة رئيس الجمهورية تحيا بكم الجزائر ابنكم: بلال ياسي)