أوقفت، صباح أمس، قوات الأمن امرأة من سكان حي الجزيرة القصديري الواقع ببلدية باب الزوار إثر محاولتها وضع حد لحياتها بالسلاح الأبيض أمام مقر البلدية الذي تحوّل إلى مكان لإقامة ومبيت ما يزيد عن 60 عائلة لم تستفد من السكنات منذ أن تعرّضت بيوتهم القصديرية للهدم إثر عملية الترحيل التي باشرتها السلطات المحلية لولاية الجزائر، بينما اتهمت باقي العائلات المسؤولين بالسلطات المحلية ب ''سرقة'' أرقام استدعائهم بعد أن تضمنت القائمة الاسمية المعلن عنها من طرف البلدية أسماؤهم، حيث وصلت قيمتها -حسبهم- إلى 50 مليون سنتيم، مطالبين بذلك تدخل رئيس الجمهورية وفتح تحقيق للكشف عن هوية المستفيدين من السكنات· على وقع صراخ وبكاء أطفال رضع، وتحسّر نساء طاعنات في السن وجدن أنفسهن يفترشن مساحة الأرض المحاذية لمبنى بلدية باب الزوار بسبب عملية الهدم التي باشرتها السلطات المحلية لولاية الجزائر إثر إخلاء سكان حي الجزيرة القصديري لبيوتهم، ليتفاجأوا بتركهم في منتصف الطريق السريع المؤدي إلى بلدية براقي، حيث تفيد شهادة السكان المعتصمين أمام مقر البلدية منذ ما يربو عن ثمانية أيام ممن اقتربت منهم ''الجزائر نيوز'' على غرار مهناوي فاطمة الزهراء التي كشفت عن مواقع من جسدها تقول بأنها ''تعرّضت لاعتداء من طرف أعوان الأمن الذين طوقوا المنطقة ليلا بسبب احتجاجها على وضعيتهما بعد أن تبخر حلم الحصول على شقة بعد 18 سنة من الإقامة في ''فوربي''، غير أن الحديث الذي تتكرر على لسان أكثر من واحد من السكان هو أن وجود من استفادوا للمرة الثانية على التوالي بعد إحصاء 2007 في قائمة المستفيدين، حيث تشير الأرقام التي تحوز عليها ''الجزائر نيوز'' أن عملية الإحصاء الأولي أسفرت عن وجود 140عائلة تقطن بهذا التجمع، وأن ''الشقق وزعت بناء على منطق من يدفع أكثر'' أو كما وصفهم السكان ب ''صحاب الشكارة''، على حساب ''الزوالية''· تفيد شهادات السكان المحتجين المنتمين إلى مختلف الأعمار، أنه علاوة على محاولات الاعتداء التي تعرضوا إليها من طرف المارين بالمنطقة. وحسب رواية البعض منهم فإن بعض النساء الحوامل وضعن حملهن على قارعة الطريق الفاصل بين المساحة التي يفترشونها والمدخل الرئيسي للبلدية، ولم يستطع السكان نقل انشغالهم إلى المسؤولين بالبلدية بحكم أن أغلبهم في عطلة، ''أودعنا الطعون بالبلدية، لم نتلق أي رد، وطيلة هذه المدة نفترش الكرطون، وننام في الشارع دون أن نتلقى أي رد من المسؤولين''، وحجتهم في ذلك أن المسؤولين في عطلة بتونس، نطالب بإنصاف السكان الأصليين بالحي الذي ألصقت به كل التهم الشنيعة على غرار وجود ''بيوت الدعارة''، فمنذ سنوات التسعينيات ونحن ننتظر الاستفادة من سكن لائق، لكن ذلك لم يتحقق''... هي شهادة أحد القاطناتالتي التقت بها ''الجزائر نيوز''·