وقال بحليطو: التقيت صديقي الحمار ووجدته ينهق وينهق ولا يكاد يتوقف عن النهيق، وبالكاد سمعني عندما سألته مرارا عن سرّ هذا النهيق المزعج فقال لي: كيف لا أنهق يا بحليطو وكل ما حولي يدعو إلى النهيق، فلو تأملت الأمر لنهقت معي ليلا ونهارا حتى تصاب بانهيار عصبي أو ذبحة صدرية أو سكتة قلبية· أنظر مثلا الهف والتبلعيط الذي يمارسه الوزراء الذين يكذبون على المواطن على المباشر ويعدونه بالجنة لكنه يستمر في العيش في الجحيم، وانظر كيف هو حال سوق الدجاج واللحوم الحمراء قبيل رمضان، وانظر كيف هو الحال في شواطئنا حيث لا تجد مكانا تجلس فيه بأمان، وانظر كيف نتفنن في تلويث مدننا وترييفها· وعوض أن أقول له: عندك الحق يا بحليطو، أخذت أنهق، وعاد هو إلى نهيقه الأول، وعندما سمعنا ورآنا من كان في المقهى أخذ الكل ينهق وينهق، وسرعان ما تحوّل الحي كله إلى مهرجان من النهيق المتواصل·