أكدت الأبحاث العلمية وجود فوائد صحية عدة يمكن الحصول عليها عند تناول القهوة باعتدال· والقهوة تعتبر من المشروبات الأكثر انتشاراً في العالم، باستهلاك سنوي يقارب 800 مليار كوب، فهي تعتبر المشروب الثاني الأكثر شعبية بعد الماء· وقد لا يدرك بعضهم أن مزايا القهوة تفوق رائحتها المنعشة للحواس، ونكهتها المتميزة، وتأثيرها المنشط، حيث أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن للقهوة عدداً من التأثيرات الإيجابية على الصحة، وهو ما ينفي عدد من الاعتقادات الخاطئة الشائعة التي ارتبطت بها لسنوات طويلة· إن تأثير مادة الكافيين على الصحة هو من أكثر الاعتقادات المرتبطة بالقهوة شيوعاً، إلا أن الأدلة العلمية تبين أن استهلاك كميات معتدلة من الكافيين لا يسبب أي مخاطر صحية، بل بالعكس من ذلك، قد يكون له عدد من الفوائد في ما يتعلق بالأداء الذهني والجسدي، وبيّنت الدراسات أن مادة الكافيين الموجودة في القهوة تساعد على تجديد الانتباه، وتحسين الأداء والمزاج· وأثناء الدراسة تساعد مادة الكافيين على رفع مستوى التركيز والتيقظ، مما يعزز الانتباه، ويساهم في تحسين عملية التعلم· وتتفاوت كمية الكافيين التي يحتوي عليها كوب من القهوة بحسب اختلاف أصل حبوب البن وتكوينها، وطريقة غليها، وقوة تحميصها· وينصح الخبراء محبي القهوة باستهلاك معدّل أقل من 300 مليغرام من الكافيين يومياً، أي ما يعادل كمية الكافيين الموجودة في 3-4 أكواب من القهوة خفيفة التركيز، أما إن كانت مضغوطة ومركزة فيجب الاكتفاء بكميات أقل، وعلى المستهلك الانتباه إلى المصادر الأخرى للكافيين إلى جانب القهوة كالمشروبات الغازية والشاي ومشروبات الطاقة والشوكولا الداكن· بين المعلومات الشائعة والحقائق الطبية هل تسبب الإدمان؟ القهوة غير مسببة للإدمان. إن التمتع بشرب القهوة باستمرار هو عادة، والقهوة معروفة بتأثيرها المنبه الخفيف، إلا أن ذلك لا يمكن اعتباره مؤشراً لتسبب الإدمان· وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية في دراساتها أن الكافيين لا يؤثر على الدماغ بالطريقة نفسها التي تؤثر بها المواد المسببة للإدمان، ولهذا لا يمكن اعتباره مادة مسببة للإدمان· كما أن الأعراض الخفيفة للانقطاع عن تناول الكافيين مثل الصداع أو الخمول، والتي يواجهها بعض الأشخاص المعتادين على شرب القهوة، لا يبدو أن لها علاقة بكمية الكافيين التي يتم استهلاكها يومياً· وعلى أيّ حال، فإن الأشخاص الذين يقللون من تناول الكافيين بالتدريج على مدى عدة أيام لا يعانون مثل تلك العوارض· وفيما يتعلق بالقلب، بينت الدراسات أن تناول القهوة باعتدال ضمن نظام غذائي صحي ومتوازن غير مرتبط بالإصابة بالأمراض القلبية· كما أثبتت الدراسات تناول القهوة باعتدال، آمن لمرضى القلب، حيث لا يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب· أما بالنسبة إلى معدلات الاستهلاك العالية، فإن ثمة مؤشرات غير حاسمة. عموماً ينصح المرضى ممن لديهم أي مخاوف بالاستهلاك المعتدل، باستشارة الطبيب لتحديد كمية الاستهلاك الملائمة لحالاتهم نسبة إلى طرق الإعداد التي يفضلونها· يسبب الكافيين الموجود في القهوة خسارة الجسم كمية طفيفة ومؤقتة من الكالسيوم، ويعوضها لاحقاً من خلال الإقلال من طرح الكالسيوم بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات، بحيث يظل مخزون الكالسيوم بمستواه الأساسي، لذلك فإن تناول القهوة باعتدال ليس له أي تأثير سلبي على صحة العظام· ولا تظهر معظم الدراسات على الإنسان وجود أي ارتباط بين تناول الكافيين والكثافة المعدنية العظمية أو خطر تكسر عظام الورك· تستغرق شجرة البن ما يقارب ال 4 سنوات لتصل إلى مرحلة النضج والإثمار، وتحتوي كل ثمرة على حبتين من البن، وهناك نوعان رئيسيان يتم زراعتهما للأغراض التجارية، هما ''أرابيكا'' و''روبوستا''· وتشكل حبوب ''أرابيكا'' زهاء 65% من الإنتاج الكلي للبن، بينما يتكون الإنتاج الباقي من حبوب ''روبوستا''· وأصل كلمتي ''قهوة'' باللغة العربية و''coffee'' باللغة الإنجليزية هو الكلمة العربية ''قوة''· وانتشر شرب القهوة بشكل واسع في بلاد الفرس بحلول القرن التاسع، ثم توسع ليشمل أنحاء المنطقة العربية كلّها بحلول القرن الخامس عشر، وهي المشروب الثاني الأكثر استهلاكاً حول العالم، بعد الماء· نكهة القهوة عبارة عن توازن دقيق من الخصائص تتفاعل مع بعضها· وتعتبر نسبة الحموضة والرائحة وكتلة حبة البن عوامل تساهم كلّها في تشكيل النكهة النهائية· وتشمل الخصائص النموذجية التي تساهم في إعطاء القهوة نكهاتها المتميزة: غنى أو امتلاء حبة البن، والتكوين، وتوازن الخصائص الأساسية للنكهة بحيث لا يطغى أي عنصر على الآخر·