ثار بركان ''ميرابي'' في أإندونيسيا مجددا ليرفع عدد قتلاه إلى 54 شخصا ناثرا رماده على مساحة واسعة من المناطق القريبة منه لتصل الحصيلة الإجمالية للضحايا منذ بدء النشاط البركاني إلى مائة قتيل، فضلا عن إجلاء أكثر من 75 ألف شخص عن منازلهم· أطلق، أمس الجمعة، جبل ''ميرابي'' الواقع على مشارف مدينة يوغياكارتا في جزيرة جاوة الوسطى نشاطه البركاني، سيلا من الحمم والسحب البركانية· وقالت السلطات المحلية أن 54 جثة -بعضها متفحم كليا- أحضرت إلى مستشفى المدينة وسط ترجيحات بارتفاع عدد الضحايا مع استكمال عمليات البحث· وذكر مدير الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية أن عدد المصابين من ثورة البركان بلغ 66 شخصا، لترتفع حصيلة الضحايا منذ بدء النشاط البركاني في السادس والعشرين من الشهر الماضي إلى مائة قتيل و185 مصابا يعانون من حروق مختلفة· وكانت قرية برونغانع الواقعة على بعد 15 كيلومترا من جبل ''ميرابي'' من أكثر المناطق تضررا في الثورة الأخيرة للبركان، علما أن السلطات وحتى أمس كانت تضعها ضمن المناطق الآمنة· وتضاف إلى قائمة المناطق المتضررة قرية ''أغروميلو'' -18 كيلومترا عن فوهة البركان- التي فقدت العديد من الأطفال، فضلا عن احتراق المنازل بسبب السحب الحارة، يضاف إلى فيضان نهر صغير يمر عبر القرية حاملا الرماد البركاني وجثثا مجهولة الهوية، مما يفاقم الأمور سوء· وحذرت مصادر محلية من الهواء بمدينة يوغياكارتا يعبق بالسحب البركانية ورائحة الغازات المتصاعدة من فوهة البركان، فضلا عن تدني مستوى الرؤية حتى خلال النهار، لافتة إلى أن الرماد البركاني والسحب الحارة القاتلة والحمم المتدفقة من الفوهة التي ترتفع إلى أكثر من مائتي متر عن سطح البحر بقيت تنطلق من البركان فترة طويلة حتى الساعات الأولى من صباح أمس· وخلق هذا الوضع حالة من الذعر بين المواطنين الذي اندفعوا لمغادرة مناطقهم، في وقت أكد المسؤولون ازدحام معسكرات الإيواء المؤقتة وعدم قدرتها على استيعاب المزيد، بينما أعلنت السلطات إغلاق مطار يوغياكارتا بسبب السحب والرماد البركاني· كما طالبت وزارة النقل جميع الطائرات بالإبتعاد مسافة 12 كيلومترا من موقع البركان، كما ألغيت العديد من الرحلات التي تربط جاوة الوسطى بسنغافورة وماليزيا· وكان البركان قد استأنف ثورانه قبل فجر الخميس -بالتوقيت المحلي- في حين وصف رئيس مركز البراكين والحد من مخاطر الكوارث الجيولوجية الثوران الجديد بأنه الأقوى منذ معاودة ''ميرابي'' نشاطه البركاني أواخر الشهر المنصرم·