خرج موكب الأمين العام لجبهة التحرير الوطني من اجتماع المحافظين والمشرفين على الهيكلة، بفندق الرياض، تحت لافتات وشعارات عشرات المحتجين على ما أسموه المهزلة، أعقبتها ملاسنات بين مناضلين من ولاية الجلفة وبلخادم الذي وجه، داخل القاعة، رسالة قوية إلى جهات لم يحددها، قال فيها ''إن من أسباب أحداث 88 وما بعدها، إضعاف الجبهة، فحذار''· شدد الأمين العام ''المغضوب عليه''، على أنه لن يسمح، مهما كلفه الأمر، بالمضي قدما ''في العمل التشطيري للحزب الذي سيضعفه ويضعف بالتالي الجزائر''، رابطا بين أحداث أكتوبر 88 وما وقع بعدها من إضعاف الحزب حينذاك· وأردف بلخادم، على هذه الإشارات القوية، بأنه ''إذا لاحظ المحتجون أي انحراف أو تسجيل ضياع أصوات أو مقاعد أو حدوث اختلاسات أو محاباة أو تعاطي رشوة، فأبواب اللجنة المركزية مفتوحة وليأتوا نتباحث في الأمر''، مضيفا ''أما العمل بالشائعات، فهي لا تليق بمقام الرجال ولا تنفع أصحابها، ثم لا تخدم الحزب''، مطمئنا المحافظين الجدد والمشرفين على الهيكلة التي أثارت الأزمة بقوله ''الجبهة عرفت هزات تاريخية عديدة، أما هذه فلا يمكن اعتبارها هزة مطلقا، مقارنة بما سبق وأن تعرض له الحزب''، كاشفا أنه على اطلاع على أسماء بعض قسيمات واستمارات تزكية حركة التقويم والتأصيل· وفور إعلان أشغال الاجتماع المغلقة ومغادرة الصحفيين للقاعة، سارع بلخادم للخروج من الباب الخلفي، ليتفاجأ لدى التحاقه بموكبه بأحد المحتجين، وهو يحاول تسليمه تقريرا أسود، تحصلت ''الجزائر نيوز'' على نسخة منه، عن الهيكلة في ولايتي الجلفةوسعيدة· وقال ضيف الله قدور الذي قابل بلخادم تحت أعين الكاميرات والإعلاميين ''لقد حدثت مهازل أيها الأمين العام'' ليرد عليه الأمين العام بخشونة ''أنتم أصحاب المهازل''، ليحاول بعدها ممثل المحتجين إفهام الأمين العام بأن المشرفين الذين عيّنهم على التجديد الهيكلي، هم المتسببون، إلا أن بلخادم حوّل مقابلته الخاطفة إلى ملاسنات واتهمهم بأن مهازل الغاضبين أكثر من أي شيء آخر في جبهة التحرير الوطني· هذا، واتهم محافظو ومناضلو ولاية الجلفة عضو المكتب السياسي عبد الرحمان بلعياط بالسلبية ''رغم ملاحظته للوضع المزري والخطير والجسيم الذي آلت إليه الجبهة في الجلفة، بسبب استعمال أختام أمناء غير ممثلين واستصدار تراخيص صورية''· أما ولاية سعيدة، فقال قاضي عبد القادر أحد ممثليها الذين قابلوا بلخادم بلافتات الحفرة والتهميش بأن جمعيات القسمات أجريت في المنازل''·