لم يتمكن، أمس، العشرات من مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني من الدخول لقاعة المحاضرات بجامعة باتنة، التي احتضنت لقاء بلخادم، الأمين العام للحزب، بالمناضلين وممثلي المجتمع المدني. ما دفعهم إلى الاحتجاج في الساحة الخارجية. مطالبين بنقل انشغالاتهم إلى الأمين العام للحزب. مؤكدين بأنهم تعرضوا للإقصاء على مستوى القسمات وبخاصة الشباب منهم. وقد تمكّن أحد الشباب من الدخول إلى القاعة التي كان يخطب بها عبد العزيز بلخادم رافعا شعار ''لا لإقصاء المناضلين من الحزب''؛ حيث حاول بلخادم تجاهله لفترة من الزمن، لكنه رد عليه بقوله ''ارتاح، ليس هناك أي إقصاء للمناضلين''. ما أثار نوعا من الارتباك وسط الحضور، خاصة بعد أن حاول أحد المنظمين إخراج الشاب المحتج من القاعة، إلا أن بلخادم أمره بالإبقاء عليه بين الحضور، ليلتقي به في نهاية خطابه، فتلقى منه بيانا باسم مناضلي الحزب، يتضمن رفضهم لما أسموه ''ممارسات بقايا اللجنة الانتقالية لتسيير المحافظة التي أدت إلى نفور المناضلين الحقيقيين بسبب الإقصاء والتهميش والعنف والتزوير في عمليات إعادة الهيكلة ببعض القسمات''. وأمام المئات من مناضلي حزبه، استغل بلخادم الذكرى 56 لثورة أول نوفمبر، ليذكّر بجرائم الاستعمار الفرنسي، وجدد المطالبة بالاعتذار الرسمي من الدولة الفرنسية عن جرائمها. مضيفا ''أن التعويضات المالية حتى وإن بلغت مستوى أملاك قارون، فإنها لن تعوّض ما خلفه الاستعمار من تقتيل وتدمير للمقومات المادية والروحية للشعب الجزائري''. وأوضح أن فرنسا خرجت لكنها تركت بعض من اسماهم بأذنابها، والذين رفعوا شعار ''التاريخ في المزبلة أثناء أحداث أكتوبر ,88 وهم الذين شككوا كما قال ''في عدد الشهداء وفي قادة الثورة، وقولهم إن فرنسا منحتنا الاستقلال. ولم يفوّت بلخادم فرصة تواجده بعاصمة الأوراس للتحدث عن الرئيس السابق اليمين زروال، واصفا إياه بأنه من الرجال القلائل الذين تحدوا الوضع واستجابوا لنداء الوطن.