بعد عقدين من الزمن مازالت المفرغة العمومية المتواجدة غرب مدينة المدية وبالتحديد بتراب بلدية ذراع السمار تهدد حياة المواطنين القاطنين بجل البلديات والدوائر القريبة من عاصمة الولاية حيث أن المواطن اللمداني مازال ينتظر انطلاق العمل بمشروع مركز الردم التقني للنفايات المنجز ببلدية تمزقيدة شمال غرب المدية والذي انتهت به الأشغال منذ سنوات، هذا المشروع الذي دام إنجازه أكثر من عقد من الزمن خصصت له تكلفة مالية قدرت بأزيد من 15 مليار سنتيم، وقد برمج ليكون متنفسا لسكان المنطقة الغربية وكذا مدينة المدية الذين سئموا مجاورة المفرغة العمومية طيلة 20 سنة، حيث أثقلت كاهلم بالروائح المنبعثة من الحرق العشوائي لمختلف النفايات سواء منها المنزلية أو الصناعية - من المصانع والورشات الخاصة - ما تسبب في إصابة عدد من سكان المنطقة بمختلف الأمراض التنفسية وكذا الحساسية والربو والسرطان هذه الأخيرة تعرف انتشارا كبيرا وارتفاعا في نسب المصابين وبالأخص خلال الخمس سنوات الأخيرة. علما أن مدينة المدية وضواحيها كانت تعد من أكبر المراكز الوطنية التي يوصي بها الأطباء للعلاج والشفاء من الأمراض التنفسية، هذه المفرغة التي تشهد تدفقا يوميا لأزيد من 200 طن من النفايات، سواء المنزلية أو الصلبة ومنها الخطيرة، يشكل حرق هذه الأخيرة من طرف بعض الأشخاص خطرا كبيرا على سكان المناطق المحاذية لها سواء بمدينة المدية أو بالبلديات الغربية على غرار حربيل وأولاد سنان وحناشة حيث يتنقل الدخان عن الطريق التيارات الهوائية والرياح العابرة وهو ما يهدد صحة السكان. وفي سياق متصل أكد لنا عدد من سكان المنطقة أن قرب هذه المفرغة من المناطق الغابية يجعل هذه الأخيرة مرتعا للحيوانات كالخنازير والذئاب والتي تمر يوميا بالطرق المؤدية إلى البلديات الغربية، وهذا ما تسبب في عدة حوادث مرور وبالأخص ليلا وينتظر سكان الولاية تدخلا عاجلا لمصالح البيئة والولاية قصد فتح مركز ردم تمزقيدة.