المنستير·· شارع نيلسون مانديلا·· شرفة عالية تستدرجُ وفرة الحقولِ الخصبةِ، بابٌ يغلقُ، نافذة تفتح·· نافذة بستار أرجواني تُفتحُ على حلم·· ولا شي وراء الحلم الأرجواني إلا نظرتكِ·· نظرتك التي يكمن فيها لون عينيكِ لا شيء وراء السّحر إلا نبضك المتدفّق، لا شيء·· وراء الحصون والأبراج المستديرة والسّور الشّامخ إلا حزني الممدّد على بنفسجِ ركبتيكِ·· أنت ''روسبينا'' القديمة وأنا حنّبعل القرطاجي·· أعودُ من حروبي ضدّ النّسيان ··· باب يغلقُ·· نافذة تفتح·· لا شيء وراء الشمس إلا شعرك الذهبي أضيعُ فيسترجعُني عطُره، عطرُه إنصاتُ الغيمةِ، عطره تَفكُّرُ النّسْغ·· ''رارا'' يا حبي القيروانيّ الخالد·· ألاحقكِ أم ألاحقُ هروبي منكِ؟ أكتبُ لك ما يمليه عليّ جسدُك الفاتحُ فتضحكين·· أقول لك ما يتفوّه به صمتُك وأدّعي البلاغةَ·· كلّ كلام خارج خصرِ محيطكِ مزايدة، كل غناء لا يحاكي نبضَك مواعظ، كل ملك لا يتمسّحُ بنعلكِ عبد كلّ لغة لا تتهجّاك لغو، كل طريق لا تركنُ إلى حافّتها حتى تمرّي·· سدّ، كل سدّ لا ينحبسُ فيكِ هاوية كل مطر لا تهطلين عليه يباس، كل وطن لا تسكنينه·· كلّ وطن لا يسكنُ إليك منفى ''رارا'' يا آخر موجة تنحتُ في ''الشاطئ الصخري'' مسكني ومدفني الأخير··