عرفت، مساء أمس، مدينة أقبو ببجاية تصعيدا جديدا في لهجة المظاهرات الشعبية التي دخلت يومها الخامس، ميزها حالات العنف والتخريب، وتضامن كلي من مئات السكان الذين توافدوا إلى مدينة أقبو من القرى والبلديات المجاورة، للتنديد باستعمال العنف ضد عائلات محرومة من حق السكن· وقد حاول المحتجون حرق مقر الأمن الحضري، مطالبين بإطلاق سراح كل المعتقلين والكف عن استعمال العنف ضد شباب تظاهر بطريقة سلمية مطالبا ب ''التغيير'' و''توفير مناصب الشغل''· كما حاول 11 متظاهرا الانتحار بحرق أنفسهم، فيما ارتفعت حصيلة الأحداث إلى إصابة 52 شخصا في صفوف المتظاهرين منهم 6 شيوخ، 17 عنصرا في صفوف عناصر قوات مكافحة الشغب، واعتقال 14 محتجا· قالت مصادر محلية ل ''الجزائر نيوز''، إن المواجهات بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب، شهدت تصعيدا شديدا، مساء أول أمس، كما تواصلت عملية تبادل التقاذف بالحجارة وقارورات ''المولوتوف'' ومختلف المقذوفات من المحتجين وإطلاق القنابل المسيلة للدموع من قوات الأمن، إلى غاية أوقات الليل· وفي هذا الصدد، كشفت مصادرنا أن المحتجين حاصروا مقر الأمن الحضري بمدينة أقبو وحاولوا اقتحامه وحرقه، لكن قوات مكافحة الشغب منعت ذلك، وكثفت من إطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق وإبعاد المحتجين من مقر الأمن· وذكرت مصادرنا أن المحتجين رشقوا مركز الأمن بقارورات ''المولوتوف''، لكن أعوان الشرطة استخدموا المطفآت لمنع نشوب الحرائق· كما تواصلت المواجهات، أيضا في وسط المدينة، بين المتظاهرين وقوات الأمن إلى أوقات متأخرة من الليل· وفي هذا الإطار، أكدت مصادر طبية محلية أن عدد المصابين ارتفع، أول أمس، إلى 52 شخصا مصابا بجروح متفاوتة الخطورة في صفوف المتظاهرين من بينهم 6 شيوخ، و13 من مجمل المصابين في حالة جد خطيرة لا يزالون إلى حد كتابة هذه الأسطر تحت العناية المركزة· وأضاف أن عدد المصابين في صفوف قوات مكافحة الشغب ارتفعت إلى 17 عنصرا، إثنان منهم في حالة خطيرة، مشيرا إلى أن معظم الإصابات التي خلفتها المواجهات أمسية الثلاثاء تم تسجيلها على مستوى مقر الأمن حين حاول المحتجون اقتحامه وحرقه، كما تم اعتقال 14 محتجا· في سياق متصل، كشفت مصادرنا عن محاولة 11 محتجا من أقبو، كلهم أرباب عائلات، حرق أنفسهم أمام مقر الدائرة تنديدا باستعمال العنف ضد أبنائهم، مطالبين بضرورة إطلاق سراح المعتقلين، والكف عن سياسة العنف، والرحيل الفوري للمسؤولين المحليين كرئيس الدائرة ورئيس البلدية· وحسب مصادرنا، فإن هؤلاء المهددين بالانتحار حرقا قاموا بسكب مادة البنزين على أجسادهم، لكن تدخل المواطنين الذين كانوا في عين المكان منعوا وقوع كارثة· هذا، وكشف أحد المنتخبين المحليين بالمجلس الشعبي لبلدية أقبو، أن رئيس البلدية عبد الرحمان سبع، تراجع عن قرار استقالته، بعدما قدمها إلى والي الولاية منذ ثلاثة أيام، بعد أن أقدم مواطن على إضرام النار في جسده داخل مقر البلدية· يذكر أن ذات رئيس البلدية سبق وأن قدم مرتين استقالته متحججا بأسباب صحية، لكن مصادرنا أكدت أنه يريد التهرب من المسؤولية، لا سميا بعد مطالبة السكان برحيله الفوري بتهمة سوء التسيير وعد تكفله بمطالب السكان، علما أنه يشغل منصب رئيس البلدية منذ سنة 1999 عن حزب ''الأفافاس''، قبل أن يترشح في العهدة الأخيرة في قائمة الأحرار· وأضاف محدثنا أن السبب الرئيسي الذي دفع ب ''المير'' إلى الاستقالة هو استفادة بلدية أقبو من ميزانية قيمتها 200 مليار سنتيم ،لكن وتيرة التنمية فيها بطيئة جدا·