تتواصل المظاهرات الشعبية بدائرة أقبو ببجاية لليوم الرابع على التوالي، حيث اشتدت المواجهات بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب· وتشير الحصيلة الأولية التي خلفتها المواجهات إلى تسجيل أزيد من 30 جريحا في صفوف المتظاهرين، 9 منهم في حالة جد خطيرة، وإصابة 11 من عناصر الشرطة، وتوقيف 23 متظاهرا· كما أقدم الشباب الغاضب على حرق وتخريب العديد من الهيئات الرسمية، تنديدا بالوضع الاجتماعي الصعب، في الوقت الذي هدد العشرات من السكان بالانتحار بحرق أنفسهم، مطالبين بالكف عن استعمال العنف ضد الشباب المحتجين· أصبحت الأوضاع تتجه من سيء إلى أسوأ بمدينة أقبو، ويمكن في أي وقت تسجيل ما لا تحمد عقباه، بعد تصعيد المتظاهرين لهجتهم وتحويل المظاهرات السلمية إلى أعمال عنف وتخريب، حيث شهدت، مساء أول أمس، ثاني أكبر مدينة ببجاية مشادات ومواجهات عنيفة بين الشباب المحتجين وقوات مكافحة الشغب، رافعين مطالب بضرورة تغيير الأوضاع بالبلاد والمطالبة بالرحيل الفوري للمسؤولين المحليين من أقبو، كما دعوا إلى ضرورة توفير السكن ومناصب الشغل للشباب البطالين والكف عن ''سياسة الحقرة والتهميش''· وحسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر محلية، فإنه وفي الوقت الذي كانت الأوضاع تتجه نحو الهدوء بمدينة أقبو بعد المواجهات التي اندلعت بالمنطقة منذ السبت المنصرم، خلال خروج السكان في ''مسيرة التغيير''، استجابة لنداء التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية، تم تسجيل صبيحة أول أمس هدوء تام وتوقف المظاهرات، قبل أن يتفاجأ السكان بقرار رئيس دائرة أقبو، أول أمس، بضرورة استعمال القوة لإخراج العائلات التي اقتحمت شهر جانفي المنصرم سكنات حي 495 مسكن· وتم تجنيد أعداد هائلة من عناصر مكافحة الشغب التي حاولت دخول السكنات لطرد العائلات، ما أثار تذمر وسخط السكان الذين خرجوا من منازلهم بأعداد كبيرة، ونظموا اعتصاما عارما في ساحة الحي، لكن إصرار قوات الأمن على إخراج العائلات من هذه السكنات المقتحمة أدى إلى نشوب مواجهات ساخنة وعنيفة بين الطرفين، بتبادل الرشق بالحجارة ومختلف المقذوفات من طرف المتظاهرين، قابلها إطلاق قوات مكافحة الشغب للقنابل المسيلة للدموع قصد تفريق المتظاهرين· وفي هذا السياق، أكدت مصادرنا أنه، ومباشرة بعد انتشار خبر هذه المواجهات، خرج المئات من سكان الأحياء الأخرى والقرى المجاورة وغزوا وسط مدينة أقبو تضامنا مع عائلات حي 495 مسكن، وحاولوا تنظيم مسيرة سلمية للتنديد بقرار رئيس الدائرة واستعمال العنف ضد السكان والشباب المحتجين· ونظرا لتخوف مصالح الأمن من وقوع ما لا تحمد عقباه، قامت باستقدام تعزيزات أمنية مكثفة إلى المنطقة وحاولت تغيير مسار المسيرة التي كانت متجهة إلى مقر الدائرة، ليدخل الطرفان مجددا في مواجهات، دامت إلى غاية الساعة العاشرة ليلا· وكشفت مصادر محلية أن هذه المواجهات خلفت أكثر من 30 جريحا في صفوف المتظاهرين، 9 منهم في حالة جد خطيرة، بينما تم تسجيل 11 إصابة في صفوف قوات مكافحة الشغب، وتم توقيف 23 متظاهرا· وأضافت مصادرنا أن المتظاهرين الذين كانوا في حالة من الغضب والسخط أقدموا على تخريب وحرق العديد من الهيئات الرسمية الموجودة بمدينة أقبو، على غرار تخريب كلي للوكالة المحلية للتشغيل وحرق الملفات وتجهيزات الإعلام الآلي، وتخريب مقر مؤسسة سونلغاز ومقر مصلحة الضرائب، وتم تخريب ما تبقي من مقر المحكمة· وأشارت مصادرنا إلى أن المحتجين فشلوا في محاولتهم اقتحام مقر الدائرة وتخريبه ونفس الأمر لمقر الأمن الحضري بعد تطويقهما بأعداد كبيرة من أعوان مكافحة الشغب· من جهة مقابلة، أشارت مصادرنا إلى أن المتظاهرين، وإلى جانب المطالب الاجتماعية والسياسية، رددوا عدة شعارات طالبت بضرورة الرحيل الفوري لرئيسي دائرة وبلدية أقبو واتهموهما بسوء التسيير وممارستهما سياسة الحقرة والتهميش وتجاهل مطالب السكان· تجدر الإشارة إلى أن مدينة أقبو استعادت هدوءها صبيحة أمس قبل أن تتجدد الاحتجاجات بعد الزوال·