يعيش مقر جبهة التحرير الوطني حركة غير عادية بعد تسرب معلومات عن تجنيد بعض المناضلين في الحزب، لشباب شاركوا بشعارات مناوئة للجبهة والنظام في مسيرة السبت الماضي التي منعتها قوات الأمن، وهو ما فتح المجال لكل التأويلات ونفاه المكتب السياسي للأفلان جملة وتفصيلا· نقلت مصادر مؤكدة عن إطارات في حزب جبهة التحرير الوطني، معلومات عن مشاركة عشرات الشباب في مسيرة التغيير السبت الماضي، رافعين شعارات مناوئة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة والجبهة، حيث دعا بعضها إلى تحويل الأفلان إلى المتحف. ونقلت المصادر أن بعضا من الشباب الذين تم استجوابهم من طرف إطارات في الحزب كانوا متواجدين ليلة المسيرة في المقر العام بحيدرة، أول أمس، أنهم سيشاركون في مسيرة السبت الماضي من أجل المطالبة بالتغيير، وأنهم ينسقون مع مناضلين في الجبهة. هذه المعطيات الخطيرة ينفيها المكتب السياسي جملة وتفصيلا، إذ يقول الأمين الوطني المكلف بالشباب، عبد القادر زحالي، إنه كان متواجدا بتمنراست في مهمة عمل جمعته بالشباب من أجل شرح ما خلُص إليه آخر اجتماع لمجلس الوزراء من قرارات هامة لصالح هذه الفئة، مؤكدا أن كافة شباب جبهة التحرير الوطني لا يمكن أن يشاركوا في مثل هذه المسيرة التي لا تمت بصلة للخط السياسي للحزبب، موضحا أنه من غير المعقول أن يعمل الحزب ضد رئيسه وضد نفسه. من جهته، قال الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال، قاسة عيسي، إنه يجهل عقد أي اجتماع في أي مكتب من مكاتب الحزب بالمقر العام خارج ساعات العمل. وجدير بالذكر أن مسيرة 12 فيفري التي خرج فيها شباب سيدي أمحمد يهتفون باسم وحياة الرئيس بوتفليقة، تحوّلوا إلى المطالبة بالتغيير أمام مرأى الجميع فور وقوع المواجهات مع رجال الشرطة، وهو ما أضفى لغطا وغموضا كبيرين على عفوية هؤلاء الشباب، أو ما إذا كانوا محرضين من طرف جهات معينة. كما تفيد المعلومات عن وجود تحقيقات داخل الأفلان لمعرفة هوية هؤلاء ومدى امتداد تنظيم هذا الشباب بعد أن تم توزيع مناشير في قسنطينة باسم جبهة التحرير تدعو إلى مسيرة 12 فيفري من أجل الدفاع واسترجاع ما تسميه الحقوق المسلوبة، لكنها تدعو في آن واحد إلى مساندة الرئيس. هذا، واجتمع، أول أمس، في ميلة إطارات ومناضلو حزب جبهة التحرير الوطني تحت إشراف أعضاء قياديين في حركة التقويم والتأصيل لمناقشة وضعية الحزب التنظيمية، وسجلوا التراجع الفظيع للحزب ''منذ تولي الأمين العام الحالي للحزب القيادة''، معلنين انخراطهم الواعي والمسؤول في البيان العام الصادر عن اللقاء الوطني للإطارات في جانفي الفارط مع الاستعداد لتجسيد محتواه· كما سجل الاجتماع الانشغال والقلق الكبير للحركة ''من الاستعمال المفرط من الأمين العام للحزب، للرصيد المعنوي للمجاهد الرئيس الشرفي للحزب بغرض إضفاء المهابة على قراراته داخل الحزب''·