بالرغم من إعلان رفع حالة الطوارئ رسميا، وبعد نشر مضمونها في العدد الأخير للجريدة الرسمية تنفيذا لقرار مجلس الوزراء ليوم الثلاثاء الماضي، إلا أن التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية تصر على تنظيم المسيرة، لكن هذه المرة بتغيير مسارها، بحيث ستنطلق المسيرة من ساحة الشهداء المحاذية لمقر المديرية العامة للأمن الوطني عوض ساحة أول ماي· سيضطر أعوان الشرطة وقوات مكافحة الشغب إلى تغيير وجهة تواجدهم هذه المرة صوب ساحة الشهداء عوض ساحة أول ماي، وذلك بتمسك التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية بقرار تنظيم المسيرة التي أصبحت شبه أسبوعية، وفي غياب بعض التنظيمات النقابية التي رفضت مشاركة الأحزاب السياسية في المسيرة، وقد تراجع التواجد الأمني الكثيف عبر كل أحياء العاصمة وبعض الشوارع التي يوجد بها مقرات الأحزاب المنضوية تحت لواء التنسيقية، ودعت تعليمة صادرة عن اللواء المدير العام للأمن الوطني أفراد الأمن بالتحلي بضبط النفس وعدم استعمال الخشونة في التعامل مع بعض المحتجين الذين يحاولون استفزازهم، وهو ما قد يجنب الدخول في مواجهات مع المحتجين وأن تأخذ المسيرة أبعادا خطيرة· وقلصت المديرية العامة للأمن الوطني أفراد الشرطة الذين تم تجنيدهم لمنع المسيرة المقررة صباح اليوم، تم استقدام أغلبهم من ثكنة الوحدات الجمهورية للحاميز المتخصصة في مكافحة الشغب بالقبة والحاميز، وقد أمرت بالانتشار بداية من صباح اليوم بالقرب من شاطئ الكيات بالقرب من مقر المديرية العامة للأمن الوطن، وكلف مدير الأمن الولائي للعاصمة بمتابعة كل تفاصيل هذه المظاهرة وتنسيق الاتصالات مع مسؤول الاستعلامات، وكذا الشرطة القضائية لأمن الولاية· في السياق نفسه، شددت المديرية العامة للأمن الوطني على ضرورة منع أي احتكاك لمناوئين محتملين لمسيرة اليوم بالمتظاهرين، أو تعرّضهم للاعتداءات، وستعمل مصالح الأمن على منع هذا الاحتكاك، تجنبا لوقوع صدامات أو أن تتحوّل المظاهرات إلى أعمال شغب، وفي حالة تسجيل مخالفات في هذا الإطار فسيواجه الأشخاص الموقفين متابعات قضائية بعد إحالتهم على الجهات القضائية المختصة، كما شددت التعليمات على ضرورة عدم استهداف أو تفادي توقيف نواب المجلس الشعبي الوطني من الأحزاب المشاركة في هذه المسيرة، لتجنب ما وقع للنائب في المجلس الشعبي الوطني بسباس الطاهر الذي أصيب بجروح خلال مسيرة يوم السبت الماضي، وستعمل مصالح الأمن على منع المتظاهرين من بلوغ ساحة الشهداء التي تشهد زحمة كبيرة يوم السبت بسبب الانتشار الكبير للتجار الفوضويين، وكذا المحلات التجارية العديدة التي تعج بها القصبة السفلى· وكان عناصر من الشرطة الجوارية قد تحركوا في هذا المسعى، بحيث التقوا بعدد من سكان الأحياء المحيطة بساحة أول ماي تدعوهم إلى تفادي الاحتكاك بالمتظاهرين، وكذا استفزازهم أو الدخول معهم في مواجهات·