منع المسيرة الثانية لتنسيقية التغيير بالعاصمة حاول مئات من المتظاهرين تنظيم مسيرة أمس انطلاقا من ساحة أول ماي وسط العاصمة استجابة لدعوة التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية لكن قوات الأمن منعتهم وفرقتهم بعد ذلك، فيما سجل غياب رئيس التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي عن الحدث في ثاني محاولة لها فشلت التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية في تنظيم مسيرة في العاصمة أمس حيث تمكنت قوات الأمن من محاصرة وتفريق المئات من المتظاهرين ( حوالي 300 ) بساحة أول ماي، مانعة إياهم من السير نحو ساحة الشهداء وفق المخطط الذي رسمته التنسيقية. أخذت قوات الأمن منذ الصباح مواقعها عند مداخل ومخارج ساحة أول ماي ووسطها مانعة المتظاهرين من الوصول إليها وتنظيم المسيرة التي دعت إليها تنسيقية التغيير، وقد تمكنت قوات الأمن التي انتشرت بكثافة من تقسيم المتظاهرين إلى مجموعات صغيرة وحصرهم في مختلف أركان شارع محمد بلوزداد بمحاذاة مقر وزارة الشباب والرياضة، وعند المقر القديم لبلدية سيدي أمحمد قبل أن يدخل الطرفان في لعبة كر وفر متكررة إلى ما بعد الزوال.فقد ظلت مجموعات المتظاهرين تحاول في كل مرة اختراق الطوق الذي فرضته قوات الأمن حتى تتمكن من السير لكن هذه الأخيرة تصدت لتلك المحاولات اعتمادا على الأحزمة المتعددة لها التي نشرتها في كامل ساحة أول ماي، والتي كانت تتدخل في كل مرة - تحاول فيها مجموعة من المتظاهرين السير- لدعم المجموعة التي قبلها.وكما جرى في المسيرة السابقة حمل المتظاهرون شعارات منددة بالنظام ومطالبة بتغييره منها الشعار الرئيس للمسيرة "الشعب يريد تغيير النظام"، و "جزائر حرة ديمقراطية"، "مسيرة سلمية" و"قضية وطنية يا شباب العاصمة" وهذا الشعار الأخير موجه لشباب الأحياء المحاورة لساحة أول ماي الذين رفضوا المسيرة، ورفع المتظاهرون أيضا بطاقات حمراء تعبيرا عن رغبتهم إخراج النظام من الملعب. والملاحظ في مسيرة أمس قلة عدد المشاركين فيها مقارنة بالمسيرة السابقة وقلة حضور الشخصيات المعروفة التي حضرت في السابق، وكان غياب سعيد سعدي رئيس حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية واضحا، على اعتبار أن الارسيدي من اكبر الفاعلين في التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية، فيما حضر مصطفى بوشاشي رئيس الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، والإعلامي فضيل بومالة وهما من أركان التنسيقية، والأمين العام السابق للتجمع الوطني الديمقراطي الطاهر بن بعيبش، وبعض قدماء نواب الأرندي، نواب حاليين عن التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية.ومما قاله بوشاشي في تصريح له هناك "لدي إحساس بأننا لسنا في بلدنا، عندما يريد الناس السير بطريقة سلمية من اجل دولة القانون وحقوق الإنسان، ورفع حالة الطوارئ يخرجون لنا الآلاف من الشرطة..هذا النظام لا يريد التغيير في الحقيقة" ولدى إجابته عن سؤال صحفي حول القوى الغربية التي تساند الحركات الاحتجاجية في العديد من دول المنطقة رد بوشاشي بالقول" الغربيون موجودون هنا من اجل الحفاظ على مصالحهم برأيي يجب على المجتمع المدني أن يأخذ مكانه". وتم تسجيل بعض التوقيفات في صفوف المتظاهرين لكنها كانت قليلة، منها توقيف مندوب حركة العروش سابقا بلعيد عبريكا وآخرين.وكما حدث بالضبط أيضا في مسيرة السبت الماضي هتف بعض شباب حي بلوزداد ضد مظاهرة تنسيقية التغيير والديمقراطية وحملوا صورا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهتفوا له وللجزائر الواحدة الموحدة، لكن قوات الأمن كانت في كل مرة تمنع الطرفين من الاحتكاك تجنبا لحدوث أي انزلاق، ووصل الأمر ببعض شباب حي بلوزداد الى حد ترديد شعار "الشعب يريد الزطلة باطل" ردا على شعار المتظاهرين "الشعب يريد إسقاط النظام".وما يلاحظ أيضا في مظاهرة أمس تمكن قوات الأمن من المحافظة على الساحة المركزية لأول ماي خالية من المتظاهرين على عكس المرة الماضية حيث تجمع المتظاهرون في وسطها.وقد فرقت قوات الأمن المتظاهرين بصفة نهائية بعد الظهر وأخلت ساحة أول ماي منهم ومن الفضوليين الذين تجمعوا على حواف الشوارع لمتابعة المسيرة