قررت، أمس، رئاسة الجمهورية أخيرا النزول إلى صفوف المئات من الأساتذة المتعاقدين المعتصمين أمام مقرها بالعاصمة، بعد أربعة أيام على التوالي، لتعدهم بحل مشكلتهم في أجل لا يتعدى الأسبوع المقبل، أي قبل استئناف الدراسة، فيما صمم المعتصمون على مواصلة المبيت في الشارع، إلى غاية اصدار قرار رئاسي يقضي بالإدماج، بينما تسببت الاشتباكات بين المعتصمين، أمس، مع قوات الأمن في إصابة 12 أستاذا متعاقدا أغلبهم إناث· لقيت احتجاجات الأساتذة المتعاقدين واعتصامهم منذ أربعة أيام، تضامنا من طرف سكان المرادية بالعاصمة، بعد تيقنهم من أن مطالب هذه الفئة شرعية، حيث أقدم العديد من السكان على تقديم الأفرشة والأغطية للأساتذة الذين قرروا المبيت منذ اليوم الأول من الاحتجاج في الشارع قبالة قصر الرئاسة، كما قدموا لهم الأكل والماء، إضافة إلى تقديم بعض النقود إلى الأساتذة الذين قدموا من ولايات بعيدة، وهذه المبادرة استحسنها المتعاقدون الذين كانوا خائفين من ردة فعل السكان خلال اليوم الأول. من جانب آخر، أوضحت رئيسة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين مريم معروف ل ''الجزائر نيوز'' أن مندوب رئاسة الجمهورية العياش عبد الكريم، نزل، أول أمس، لدى المعتصمين، وطلب منهم طرح قضيتهم، أين استمع حسب مريم بالتفصيل إلى قضيتهم ومطلبهم في الإدماج، بعدها قدم المندوب وعودا للمتعاقدين، بأن قضيتهم سيتم حلها خلال الأيام المقبلة على أكثر تقدير قبل استئناف الدراسة بعد العطلة الربيعية الحالية، وقد اطمئن المتعاقدون، حسب مريم، لوعود المتحدث، لكنها أكدت أنهم لن يتراجعوا عن فكرة الاعتصام المفتوح والمبيت في الشارع إلى غاية تجسيد القرار على أرض الواقع، وهو الأمر الذي فشل مندوب الرئاسة في إقناعهم بالعدول عنه· من جانب آخر، وعلى الرغم من تطمينات رئاسة الجمهورية، إلا أن المتعاقدين لم يستسلموا ولم يتراجعوا عن الاعتصام، حيث قاموا بقطع الطريق في شارع بيكين بالمرادية لنصف ساعة من الزمن، إلى غاية تدخل قوات مكافحة الشغب، لتفريقهم، وإبعادهم عن الطريق، اين كانت هناك اشتباكات بين المتعاقدين وقوات الأمن تسببت في إصابة 12 أستاذا، أغلبهم أستاذات.